الخميس، 25 سبتمبر 2014

السنن الإلهية *لنقرأ الحسين _عبدالرضا معاش

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )



السنن الإلهية لا تقبل للتحويل أو التبديل، بمعنى أن الصفة ثابتة والمكان متغير، كل السنن الإلهية تخضع لهذا النظام الإلهي الذي لا يقبل التبديل أو التحويل لا في الموقع أو المكان ولا في الصفات، الدنيا قائمة على هذا النظام العام، ولكن الله جعل في هذا الكون مجموعة من الإستثناءات تواجه هذا النظام الإلهي، (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً )، القرآن جاء بمفردة (لن) وهي نفي للمستقبل، وهذه السنن الإلهية في الحاضر والماضي والمستقبل تتبدل، 

فهي ثابتة غير قابلة للتبديل أو التحويل. ولكن هنالك مجموعة من الإستثاءات جعلها الله في هذا النظام الإلهي الذي لا يقبل التبديل ولا التحويل.


الإمام الحسين هو استثناء، فقد جعل الله له هذا الإستثناء لماذا؟



لأن عطاء الإمام الحسين عليه السلام كان استثنائيًا يختلف عن الأنبياء والأولياء، التعامل مع سيد الشهداء جعله الله استثنائيًا. إبراهيم الخليل لو نظرنا لمسيرته لرأينا أن جزء من النظام الإلهي الإستثنائي عندما ألقي في النار، طبيعة النار حارقة، ولكن الله تعالى جعلها بردًا وسلامًا حيث غير الله النظام، سلب الإحراق من النار فجعلها بردًا وسلامًا، إبراهيم خاض إمتحانًا إلهيًا عسيرا حين جاء بابنته هاجر وابنه إسماعيل في وادي غير ذي زرع، فقالت له هاجر: إلى من تكلني في هذه البيداء؟ قال: أكلك إلى الله. هل نستطيع تطبيق ذلك في حياتنا؟. عندما رأى إبراهيم الخليل ( رؤياه وحي ) أن يذبح ابنه ذا الـ 13 عامًا بعد إنتظار طويل لهذا الإبن حيث لم يرزق به إلا وعمره 80 عامًا، ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )، هُنا إشارة أيضًا إلى الحوار التربوي والإبن نموذج والدايه، السيطرة على الشاب المراهق ( والمراهقة هي مرحلة تكوين الهوية حيث تفوق خطورتها مرحلة الشباب ) أمر ليس بالهين على الآباء والأمهات، ( إن شاء الله ) لا بد من ربط مشيئتان بمشيئة الله في كل الأمور، فالإبتلاء عظيم، جاء النبي بإبنه وبيده سكين، طلب منه ابنه أن يجعل وجهه على الأرض ويذبحه مرة واحدة ثم أن لا يكون دمًا على قميصه من أجل مشاعر أمه، في الآن نفسه الشيطان كان يحاول أن يوسوس لهاجر ونبي الله وابنهما، مرر النبي السكين على رقبة ابنه، أتى جبريل وقلب السكين، المرة الثانية تتكرر الحادثة نفسها، المرة الثالثة (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) الأمر ليس بالهين مطلقًا، فالبشر اليوم بمصيبة واحدة يخرج عن الطريق! ولأن نبي الله إبراهيم نجح في الإمتحان أعطاه الله منزلة الإمامة وهي منزلة تفوق النبوة ، من هو الذبح العظيم؟ 



البعض يقول أنهم جاؤوا بشاة عظيمة من الجنة، ولكن الروايات تشير أن هذا الذبح العظيم هو الحسين عليه السلام، الحسين ذهب إلى نهاية الإمتحان وجرت عليه المصيبة، الإمام زين العابدين يقول: (ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلاَّ وذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء، والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين).

مصيبة الحسين أعظم أم مصيبة إبراهيم؟


إبراهيم أراد أن يذبح ابنه في سبيل الله ولكن علي الأكبر الذي كان أشبه الناس خَلقًا وخُلقًا ومنطقًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إليه الحسين مقطعًا إربًا إربا، نظر الحسين إلى ابنه الرضيع وهو يذبح من الوريد إلى الوريد، العباس عندما ذهب الحسين انحنى مرتين على الأرض لأنه يحمل كفي أبي الفضل العباس كافل زينب ورآه مقطع الكفين والسهم نابت في عينه، أصحاب الإمام والقاسم كذلك. الحسين وصل للنهاية، هذا الإهتمام طيلة أيام السنة لأن الإمام الحسين أعطى عطاء استثنياء، ولكن 


ماذا أعطينا لسيد الشهداء؟ حضرنا مجلس؟ البعض يحضر في عاشوراء فقط، أهؤلاء موالون؟ يرجون شفاعة الحسين؟ البعض لا يذكر أهل البيت إلا عند المصائب، البعض يحضر للمجلس من أجل البركة فقط القرآن للبركة والنور والإستخارة والعلاج ولكنه أُرسل للأمة لكي يكون كتاب حياة ونتعلم كيف نعيش في هذه الحياة، هكذا لا بد أن نتعامل مع الإمام الحسين عليه السلام بأنه للحياة بأكملها وليس للبركة فقط، لماذا نتعامل مع أهل البيت بشكل روتيني؟ ونلجأ لهم فقط في المصائب؟ نعم، هم أهل كرم وعطاء، زيارة الحسين عليه السلام علينا أن لا نكتفي منها، إمرأة كوفية تذهب للمدينة وتدخل على الإمام 

الصادق عليه السلام وتخبره أنها آتية لزيارة الشهداء ( شهداء أحد ) يقول لها الإمام: ( أمة الله تركت زيارة سيد الشهداء وجئت لزيارة الشهداء؟ ) هو يحثها على زيارة الحسين لأنها أعظم، ماذا تريد أن تعطي للحسين؟ الدموع؟ اللطم؟ أموال؟ السيد صالح الحلي يأتي ليقرأ مجلس عزاء ثم لا يُكمل ويذهب للنجف الأشرف، لأنه رأى الإمام الحسين عليه السلام في عالم الرؤيا يقول له: ( لا تقرأ عند هذا الشخص لأنه بخيل علينا ) فهو يعطي مواد رخيصة في مجلس الحسين والحسين ليس فقير فهو أغنى الأغنياء، على الواحد منا أن يشعر و يُشعر قلبه أنه مقصر في حق الإمام الحسين عليه السلام كي نقرأ الزيارة بمعرفة، أثناء مشيي لكربلاء كل واحد منهما بيده سبحة وهو يذكر الله في الطريق لكربلاء، أي قيمة لهذا 
العمل؟. الله تبارك وتعالى جعل الحسين وعظمه وجعله استثناء للسنن.



في الجانب التشريعي هناك استثناء، الجزع مكروه في الروايات والأخبار ولكن الجزع بل الهلع على الحسين مستحب ومطلوب ( الإمام السجاد كان يجود بنفسه بعد قتل الحسين ) عندما جاءت له زينب وتقول له ( أراك تجود بنفسك ) يقول لها ( أنظر لأبي الحسين ولا أهجع ولا أهلع ). لبس السواد في الصلاة مكروه إلا على الحسين لبسه في الصلاة يصبح مستحب.



في الجانب الطبيعي والتكويني، أكل التراب شرعًا حرام وعند أهل الطب مضر للجسد، ولكن تربة الحسين شفاء ودواء وأمان ( اجعلها معك في كل مكان، قانون في الأمم المتحدة حرية الأديان، في أي مكان ضع التربة وصل عليها ) الرواية يرويها الإمام الصادق عليه السلام في كامل الزيارات ( إن الله جعل تربة الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمانًا من كل خوف فإذا أخذها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليضعها على سائر جسده ويقرأ هذا الدعاء " اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها وثوى فيها وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء وبرءًا من كل مرض ونجاة من كل آفة وحرزًا من كل ما أخاف وأحذر "). ( طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر ) التربة الموجودة حتى 22 كم من القبر الشريف هي ضمن تربة الحرم الحسيني. دعاء للشيخ الصدوق عند أكل كمية قليلة من التربة: ( اللهم رب هذه التربة المباركة ورب الوصي الذي وارته صل على محمد وآل محمد واجعله علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل داء) هذه التربة شفاء وأمان وعلم ورزق. أحدهم يسأل الإمام الصادق: ( قد عرفت الشفاء من كل داء فكيف 


الأمان من كل خوف؟ قال إذا خفت سلطانًا أو غير ذلك فلا تخرج من منزلك إلا ومعك طين قبر الحسين وقل: ( اللهم إن هذا طين قبر الحسين وليك وابن وليك اخذتها حرزًا مما أخاف ومما لا أخاف ) الرواية تقول: ( أن الإمام الرضا كان يجعل تربة الإمام الحسين ضمن أغراضه ) تربة أبي عبد الله الحسين فيها أسرار، فيزيائيًا تتكون التربة من 12 عنصر، أي عنصر الذي يسبب الشفاء أو الأمان أو غير ذلك؟ نكتفي بأنها تربة الحسين عليه السلام! المرجع الراحل البروجردي ( قبره بجانب السيدة المعصومة بقم ) كان يعاني من مرض شديد في عينه وكان يتألم منها، جاء معه مجموعة من المعزين على جباههم طين قبر الحسين، اقترب وأخذ من الطين ووضعه على عينه، في ذات الوقت لم يحس بألم وعاد بصره كما كان في شبابه، راجع الأطباء واجمعوا بأن لا مرض فيها وبقيت كذلك حتى رحيله من الدنيا. المرجع السيد محمد الشيرازي رضوان الله عليه كان في الكويت ذهبوا لفيلكة لافتتاح حسينية مع مجموعة من المؤمنين، جاءت رياح شديدة، بعض ممن معه قالوا ( تيقنّا بالموت ) أخرج السيد من جيبه تربة الحسين عليه السلام، ألقاها في البحر وإذا بالبحر يهدأ ببركة تربة الحسين عليه السلام. البحر يهدأ بتربة الحسين. أي تربة يا ابا عبدالله؟ ماذا قدمت لربك؟ إمرأة في عصر الإمام الصادق يحفرون لها القبر، كان القبر يقذفها 

من كثرة المعاصي والذنوب، ذهبوا للإمام الصادق قال: ( هذا من ذنوبها، لو حفرتم الدنيا لما تقبلتها الأرض، ضعوا تربة جدي الحسين، فإن الأرض تهدأ ) وهكذا فعلوا. أحد العلماء جاء عن طريق البصرة لكربلاء، ركب القطار، جلس على الأرض لكثرة الناس، أخذ من التراب العالف بقدم الزوار ووضعه على عينه، وصل لكربلاء يقرأ الزيارة ثم تذكر أنه يقرأ بلا نظارة، وطين قدم زوار الحسين أرجع له بصره قويًا.
الاستثناء الاجتماعي، العالم بأسره يهيج للحسين في كل مكان، مؤمن في الغرب كان عنده صديق بوذي لطالما حدثه عن الإسلام فلم يسلم، جاء يومًا يسأله عن الحسين وقصته، ذكر له قصته، حزن وبكى وأسلم. هذا عطاء سيد الشهداء، ثلث زيارة عاشوراء لعن ( واللعن دعاء ) و100 مرة ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ) لا بأس بقراءتها مرة واحدة، أصحاب الحوائج 40 يوم زيارة عاشوراء بقراءة اللعن والسلام 100 مرة قبل نهاية الـ 40 يوم تُقضى الحاجة إن شاء الله، أحد المؤمنين كان ابنه مشلول قرأ الختمة وإذا باليوم العشرين يشفى إبنه. اللعن هو تبري (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) التبري من أعداء الله ثم التولي لأولياء الله. ( لا إله إلا الله ) لم أتجرد من قيمي من أجل الآخر وأتخلى عن اللعن؟ كثير من آيات القرآن فيها لعن ( ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )، المشي على الجمر والنار طبيعتها حارقة، يمشون عليه الناس ولا يحسون بشيء، يقومون بذلك مواساة لبنات رسول الله صلى الله عليه وآله، مواساة لزينب وسكينة ورقية وأيتام الحسين. الشيخ عبد الزهراء الكعبي كان يدخل إلى النار ويمشي بجواريبه ويهتف يا حسين يا حسين يا حسين ويدخل إلى النار ولا يحترق.

أبا عبد الله ماذا صنعت للعالم؟ هل هناك من يستطيع أن يوفي حق الحسين؟ ولكن جاءت إمرأة قدمت أربعة من أولادها ولم تسأل عنهم بل سألت عن الحسين !

بالله استعدي للبواجي يا أم البنين

· كيفية صلاة جعفر الطيار:


تبدأ بالنيّة فتقصد بقلبك أنّك تصلّي مثل صلاة جعفر بن أبي طالب ، تعبد الله جلّ جلاله بذلك لأنّه أهل للعبادة ، ثم تكبّر تكبيرة الإحرام ، وتقرأ الحمد وسورة إذا زلزلت الأرض زلزالها ، ثمّ تقول وأنت قائم :سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله واللّه أكبر خمس عشرة مرّة، ثمّ تركع وتقول هذا التسبيح في ركوعك عشر مرات، ثمّ ترفع رأسك من الركوع وتقوله عشراً، ثم تسجد وتقوله في سجودك عشراً، ثمّ ترفع رأسك من السجود وتجلس وتقوله في حال جلوسك عشراً، ثمّ تسجد السجدة الثانية وتقوله فيها عشراً ، ثمّ ترفع رأسك وتجلس، وتقوله في حال جلوسك عشراً،


ثم تقوم فتقرأ الحمد وسورة والعاديات، ثمّ تقول هذا التسبيح في هذه الركعة الثانية كما قلته في الأولى، وفي مواضعه التي ذكرناها.فإذا فرغت منه بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الثانية فتشهد الشهادتين ، وتصلي على النبي صلى الله عليه واله ، ثمّ تسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، ثمّ تقوم إلى الركعتين الأخيرتين من صلاة جعفر ، فتنوي بقلبك كما ذكرناه ،


ثمّ تكبر تكبيرة الإحرام، وتقرأ الحمد وسورة إذا جاء نصر الله والفتح، وتقول التسبيح في هذه الركعة الثالثة في عدده ومواضعه، كما ذكرناه في الركعة الأولى .فإذا فرغت من هذه الركعة الثالثة، فقم إلى الركعة الرابعة، واقرأ الحمد وسورة قل هو الله أحد، وقل التسبيح المذكور في هذه الركعة الرابعة في عدده ومواضعه، كما ذكرناه في الركعة الأولى.فإذا فرغت من التسبيح بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الرابعة، فتشهّد وصلِّ على النبيّ واله صلوات اللهّ عليه ، وسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام. وأما تعقيبها، فنذكر ما وعدنا به من الرواية الجليلة ووعودها الجميلة: روى المفضّل بن عمر قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يصلّي صلاة جعفر عليه السلام ، فرفع يديه ودعا بهذا الدعاء: "يا ربِّ يا ربِّ حتى انقطع النفس، يا ربّاه يا ربّاه حتى انقطع النفس، ربِّ ربِّ حتى انقطع النفس، يا الله يا الله حتى انقطع النفس، يا حيّ يا حيّ حتى انقطع النفس يا رحيم يا رحيم حتى انقطع النفس، يا رحمن يا رحمن حتى انقطع النفس سبع مرات، يا أرحم الراحمين سبع مرات"

يروى أن الإمام الصادق كان يصليها وهي الإكسير الأعظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق