الخميس، 25 سبتمبر 2014

الأسوة في علاقتنا بأهل البيت ع_الشيخ حبيب الكاظمي

- إن على الإنسان أن يحول  ليلة الجمعة إلى محطة أنسٍ مع الله –عز وجل– ومحاسبة للنفس، ووقفة روحية مع عالم الغيب.. فالذين يعيشون في بلاد الغرب، ينتظرون نهاية الأسبوع، فيذهبون للجبال، وشواطئ الأنهار، والبحار، ويرجعون إلى عملهم مرة أخرى.. وبالتالي، فإن راحتهم، ومتعتهم تكون في نهاية الأسبوع.. فلماذا لا نحاول نحن أيضاً أن نجعل لأنفسنا ختام أسبوع، نتفرغ فيه من الانشغال بمتاع الدنيا؟.. فنحن من السبت إلى الخميس مشغولون: إما بعملٍ، أو بدرس، والمرأة مشغولة في بيتها، أو بما شابه ذلك!.. وطبيعة النفس أنها تتكيف مع العمل المتكرر، فنحن ندور في هذه الحلقة المفرغة: أكلٌ، وشربٌ، ونومٌ.. وفلسفة الحياة لدى البعض هو هذا الشعار: يأكل ليعيش، ويعيش ليأكل!.. لذا من الضروري أن نستعد، وخصوصاً في ليلة جمعةٍ، وليلة قدرٍ، وبمناسبات استشهاد الأئمة (ع).

- إن الإنسان المؤمن لا يرى الشيطان {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.. ولكن الشياطين لها أدوات تخدير، وفي بعض المناسبات تزيد من جرعتها.. فهو ينظر إلى المؤمن في هذه الليالي المباركة، ليشغله بشيء: بهمٍ شاغلٍ، أو بعملٍ يصده عن ذكر الله –عز وجل–.. فالشياطين تأتي لبني آدم، لتذكره في أثناء الصلاة بما يلهيه عن ذكر الله.. وخاصة المؤمنات يشتكين من شدة هذه الحالة، إحداهن في حال الصلاة تتذكر الأمور المشغلة التي ليست هي في البال!.. قال رسول الله (ص): (لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم، لنظروا إلى ملكوت السماوات)؛ أي أن هنالك محاصرة، مثل جيش عرمرم يحاصر قرية صغيرة، يحوم حول القرية إلى أن يجد له منفذاً ليدخل على أهلها.. والشياطين وجنودهم، هذه هي طريقتهم في العمل مع الإنسان.

- نحن لم نحسن التعامل مع أئمة الهدى -عليهم السلام-، بل حولنا الأئمة -عليهم السلام- إلى لوحات زيتية جميلة جداً، نعلقها في بيوتنا، وننظر إلى جمال قادتها، ونلهج بذكرهم: شعرا، ونثرا، واحتفالا، ونسمي أولادنا بأسمائهم، ونشد الرحال إلى مشاهدهم.. ولكن العمدة في المقام، هو جانب الأسوة والقدوة.. فرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.

- إن الله –عز وجل– إذا رأى فاضلية في عبده منذ نعومة أظفاره، يصب عليه من رعايته صباً صباً!.. فعلي (ع) له أخ باسم عقيل، وله أخ باسم جعفر.. لماذا رب العالمين رشح علياً، لأن يكون مع النبي المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم–؟.. يقول علي (ع): (ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل لأثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به.. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري).. عندما توجه المغناطيس إلى برادة الحديد، فإنه يسحب بعض البرادات القريبة؛ أي هنالك قربٌ.. قال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}؛ إبراهيم (ع) في مكة، ومكة {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}، فجاءه النداء: يا إبراهيم أنت عليك الأذان وعلينا البلاغ، نحن الذين سننشر صوتك في أرجاء المعمورة.. ما هي فلسفة قدوم الناس إلى العمرة؟.. فالعمرة والحج كلاهما مكلفان مادةً وتعباً، ما الذي يجذب الناس لهذا البيت، وخاصة في الأيام الحارة، وفي شهر رمضان والناس صيام؟.. ما هي المتعة في ذلك، حيث أن طبيعة الناس تبحث عن المتعة؟!.. هذا ليس متعة، ومن ناحية لم يصلْ إلى مستوى الالتذاذ المعنوي.. والالتذاذ بالمعنويات شغل فئة من الناس، فما الذي جاء بهذه الفئة إلى هذا البيت؟!.. الجواب هو: أن هنالك تصرفا في القلوب {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}.

- إذا كان هنالك ميل لدى أحدكم لهذه المجالس للعمل القربي، فليشكر رب العالمين على هذه النعمة، وليشكر رب العالمين أن فتح شهيته على ذكره، وحب التقرب إليه.. ومن ناحية أخرى، الأمر يحتاج إلى رعاية هذه النبتة.. فهذا البرعم الذي خرج من الأرض، يحتاج إلى رعاية مضاعفة.. هناك في بعض البلاد، بعض أنواع الشجر عندما ينبت يجعلون عليه شبكة؛ لئلا تأكله الطيور مثلاً.. ورب العالمين رأى في علي –عليه السلام– القابلية، فعلي (ع) ما صار علياً، لأن الله –عز وجل– تصرف فيه، وإلا ما كان هنالك طهر {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.. ولم يكن الانتخاب جزافياً، فهذه الذوات الخمسة كانت ذوات مستعدة.. فإذاً، إذا هذب الإنسان نفسه، ونمى في نفسه ملكات الخير؛ فإن الله –عز وجل– سيأتيه بالمدد.. وعلي –عليه السلام– بعث الله له نبيه المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم– ليكون معلماً له منذ نعومة أظفاره إلى اللحظات الأخيرة، التي أغمض فيها النبي (ص) عينيه.

- إن المسلمين هذه الأيام يستعملون تعبيراً عن علي –عليه السلام– لا يستعملونه في حق أحد من الخلفاء الراشدين.. يقولون: علي –كرم الله وجهه–.. هذا الوجه الذي لم يسجد لصنم قط، هذا الوجه الذي عبد الله –عز وجل– أفضل ما تكون العبادة.. ومع ذلك لا نعلم لماذا هذا الجفاء لعلي –صلوات الله وسلامه عليه- ولا عجب في بني آدم!.. بني آدم الذي يصفه القرآن الكريم بـ{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}، {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}، يقال الأمانة هنا أمانة التكليف.

- إن الكرامات التي حصلت للإمام علي -عليه السلام- فكثيرة، وهي متنوعة: بعضها حصل له -عليه السلام- حال وجوده في عالم الرحم، وبعضها حصل مقترنا بزمان ولادته، ومنها ما حصل بعدها.. أما ما حصل له حال وجوده في رحم أمه، فحاصله على ضوء بعض الروايات، التي تفيد ما مضمونه: (إن والدته فاطمة بنت أسد، كانت إذا جاءت إلى بيت الله الحرام، لتطوف حول الكعبة المشرفة.. تحس باضطرابه في بطنها بحركة قوية تزعجها، كلما دنت من أحد الأصنام التي كانت منصوبة في الكعبة يومذاك.. فعرفت بذلك سر اضطرابه، وأنه كان يحصل منه لمجرد دنوها من الصنم، ولو صدفة، وبدون قصد التبرك به كما كانت عادة المشركين.. وهي منزهة عن ذلك بإيمانها الصادق، وتوحيدها الخالص)..  ومن الكرامات الحاصلة قبل ولادته: انشقاق جدار الكعبة لوالدته، لتدخل من خلال هذا الشق إلى داخلها بكرامة وإكرام من الله -سبحانه- لها ولحملها الميمون المبارك.. وكان ذلك عندما جاءت والدته كعادتها إلى بيت الله الحرام، من أجل الطواف والتعبد لله -سبحانه-، وكانت حاملا به وفي الشهر التاسع من حملها، وصادف أن جاءها المخاض، واشتد عليها ألم الولادة.. فلم يكن منها سوى أن انقطعت لله بالتضرع والدعاء: بأن ييسر عليها ولادتها، ويجعل لها من بعد عسر يسرا.. وأخيرا (استجاب الله دعاءها، وفتح لها بابا من جدار الكعبة، لتدخل من خلاله إلى داخلها، وتبقى في ضيافة الرحمن مدة ثلاثة أيام.. وهي تتغذى من طعام الجنة وفواكهها، وبعد انتهاء مدة الضيافة، فتح الله ذلك الباب من جديد، بعد أن كان مسدوداً بالتئام الجدار والتحامه كما كان قبل ذلك).

- انظروا إلى كرامة علي في مولده!.. كلكم يعلم بأن المرأة بعد ولادتها تسمى: امرأة نفساء، لا يحق لها أن تصلي، ولا أن تدخل المسجد.. لما اعترت مريم (ع) حالة الولادة، وهي في بيت المقدس، قيل لها: أخرجي، هذا بيت العبادة لا بيت الولادة!.. {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا}، ولكن الله –عز وجل– خرق هذا القانون، وإذا بفاطمة بنت أسد لم تخرج من المسجد فحسب، وإنما جُعلت في جوف الكعبة، في أقدس بقعة على وجه الأرض!.. وهذه الكرامة رب العالمين لم يجعلها ذهبية، هكذا هو يريد أن يوزع الأدوار: جعل للنبي مقام النبوة.. وأما علي وهو الوصي، جعل ولادته في جوف البيت.

- إن عليا –عليه السلام– كان من المراقبين لأنفسهم.. حيث أنه لا طريق للتكامل، إلا من خلال المراقبة المتصلة بكل حركة وسكنة.. فترك الحرام، وأداء الواجب؛ مقدمة لدخول الجنة بلا ريب.. ولكن هذا لا يكفي!.. دخول الجنة شيء، والعلو في درجات الجنة شيء آخر.. فالجنة ليست جنة واحدة، وإنما هي درجات لا نهائية.. وهناك من يدخل الجنة ضيفاً على أهل الجنة، ويعيش أبد الآبدين فيها، وهو كلٌّ على الغير!.. وإنسان يعيش في الجنة في درجاتها الدُنيا، ويترك مرافقة الأنبياء، والصلحاء، والشهداء.. لو أن إنسانا تكفل يتيماً -كفالة اليتيم هي التبني الكامل، كما تبنى أبو طالب النبي المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم– كان معه صغيراً، وفي الشعب، وبعد الدعوة-.. فإنه سيكون في درجة النبي (ص) في الجنة.. وما أسهل أن يجعل إنسان يتيماً في منزله!.. كم يكلفه من المال إلى أن يبلغ، ويزوجه!.. لو أن إنسانا دخل الجنة وهو يعلم ما قصره في الحياة الدنيا، وكيف كان من الممكن أن يصل إلى درجات عليا، سيدخل الجنة وهو يلطم على رأسه!..

إنسان يدخل الجنة ويومياً يرى قصراً فوق رأسه بمراحل، وينظر إلى الحور العين فيها، ويقال له: هذه درجتك في الجنة، ولكنك هبطت منها كهبوط آدم.. آدم كان في جنةٍ من جنان الله –عز وجل– وإذا به بخطيئة واحدة لا يفقد هذه الجنة، وإنما خرج منها عارياً حتى الثوب سلب منه، {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}.. ولهذا في تاريخ الأنبياء، هنالك مجموعة من البكائين، ورأس البكائين ثمانية: آدم، ونوح، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وداود، وفاطمة، وزين العابدين -عليهم السلام-.. طبعاً فرق بين بكاء إمامنا زين العابدين، بكاء بلا تقصير، بكاءٌ على أبيه الحسين –عليه السلام– كلما نظر إلى الماء بكى، وكلما نظر إلى الحيوان بكى.. ولكن آدم كان يبكي كثيراً لأنه فقد مرتبته، وهو لما هبط إلى الأرض لازال نبياً يوحى إليه، والملائكة حوله {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}، ومع ذلك يتذكر أيام الجنة فيبكي ويبكي!.. وبالتالي، فإن أحدنا يوم القيامة من الممكن أن يبتلى بهذا الأمر، يدخل الجنة، ولكن كان من الممكن أن يعلو درجات أخرى في تلك الجنة بالمراقبة والمحاسبة.

- إن عليا (ع) يعلو على الدرجات، فعندما تبارز الإمام علي بن أبي طالب (ع) مع عمرو بن ود، ضربه الإمام علي (ع) فسقط، وسقط سيفه.. فجثم الإمام على صدره، فبصق عمرو بن ود بوجه الإمام علي (ع)، فتركه برهة ثم عاد وأجهز عليه.. وعندما طرحوا السؤال على الإمام علي: لماذا أعرضت عن قتل عمرو لبرهة من الزمن؟.. فقال: (أنه بصق بوجهي، فأحسست في نفسي شيئا عليه، فلم أرد قتله لنفسي، بل أردت قتله غضبا لله تعالى)!.. علي خاف أن يكون هذا القتل فيه نسبة مئوية بسيطة انتقاماً لنفسه لا عن الرسالة!.. هكذا كان علي -عليه السلام- مسيطرا على غضبه.. فهل نحن -شيعة علي- هكذا؟..

- نحن نفتخر بأننا من شيعة علي {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}، أو تعلمون ما معنى المشايعة؟!.. شايع فلان فلاناً، أي فلان يمشي أمامه.. عندما يمشي الإنسان على الأرض الرملية على شاطئ البحر، فإنه يترك آثار عميقة في الرمل.. والذي يشايعه هو الذي يأتي ليضع قدمه في هذه الحفيرات، أي يمشي خلفه خطوة خطوة، ليس فقط يمشي في اتجاهه، ولا أنه يمشي خلفه.. بل يضع رجله محل ما وضع هذا الإنسان رجله.. هذا معنى المشايعة: إتحاد في الجهة، وإتحاد في المسير، وإتحاد في الخلفية (المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق)؛ لا يتقدم ولا يتأخر كثيراً عنه.. وعلي –عليه السلام– هو الذي قال: (ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك)، فأين نحن من علي؟!.. يأتي أحدنا المنزل، والمرأة وهي صائمة، لم تنم في النهار، ولم تنم في الليل، جهزت طعاماً لزوجها المؤمن.. يأتي المؤمن وهو صائم يستذوق الطعام، فيرى فيه نقصا في ملح أو سكر.. وإذا به يتكلم بالأباطيل، ويجرح مشاعرها.. وقد تمتد يده إليها، هل هذا تأسٍ بعلي؟.. فعلي لا يتجاسر على كافرٍ انتقاماً لذاته، ونحن طالما قمنا بما يخالف ذلك!..

- إن في مثل هذه الليالي علي (ع) يتألم من ابنته.. قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين -صلوات الله عليه-: (لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، قدمت إليه عند إفطاره؛ طبقا فيه قرصان من خبز الشعير، وقصعة فيها لبن وملح جريش.. فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره، فلما نظر إليه وتأمله، حرك رأسه وبكى بكاء شديدا عاليا، وقال: يا بنية، ما ظننت أن بنتا تسوء أباها، كما قد أسأت أنت إلي!.. قالت: وما ذا يا أباه؟‍!.. قال: يا بنية!.. أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد؟.. أتريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله -عز وجل- يوم القيامة؟!.. أنا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله (ص)، ما قدم إليه إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله...الخبر)؛ كان علي –عليه السلام– يكسر الخبز كسراً ليأكل منه.. ولكن أمير المؤمنين -عليه السلام- قال: (ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه.. ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.. ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني: بورع، واجتهاد، وعفة، وسداد...الخبر).

- إن المرأة التي لا تعف في مسلكها وفي مشيتها، كيف تدعي مشايعة علي؟!.. والشاب الذي لا يسيطر على نظره، كيف يدعي أنه من شيعة علي؟.. نحن أتباع مذهب أهل البيت –عليهم السلام– لا تنقصنا المقتضيات، فعيوننا متنعمة بأغلى المكاسب، قال السجاد (ع): (ما من قطرة أحب إلى الله -عزّ وجلّ- من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله.. وقطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبد إلا الله عزَّ وجلَّ).. كم دمعت عيوننا في ليالي القدر، وفي مجالس أهل البيت؟.. قال الإمام الرضا (ع): (إن يوم الحسين -عليه السلام- أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام).. ونحن بحمد الله عندما يذكر الحسين (ع)، ترق القلوب وتجري الدموع!.. فهذه المزية لا تجدونها في أمة من الأمم.. هل هناك أمة يذكر اسم قادتها قبل أكثر من ألف سنة، وأتباعهم يبكون بذكر أسمائهم؟!.. هل النصارى كذلك؟.. وهل اليهود كذلك؟.. هل باقي فرق المسلمين يملكون هذه الفطرة، أن يبكوا عند ذكر رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-؟.. فهذه المزية الكبرى، وهذه الرقة في القلوب التي أُعطيناها، هي رأس مال عظيم.

- نحن يجمعنا حب علي –عليه السلام–، والكثيرون يرفعون شعار الحداد لعلي، ويلبسون السواد، ويبكون على مصيبة وجراحات علي، وبكاء أولاد علي.. نعم، هو أبونا، وفقدنا أبانا في مثل هذه الليلة.. ألم يقل رسول الله (ص): (أنا وعلي أبوا هذه الأمة)؟.. والشيعي الموالي يصل إلى درجة، يعيش هذه الأبوة.. وهذه الأبوة تنفعنا في يوم من الأيام.. يقول الحارث الهمداني: أتيت إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- في ليلة من الليالي، فقال لي عليه السلام: يا حارث ما جاء بك؟.. فقلت: جاء بي والله حبّك يا علي!.. فقال عليه السلام: (أني سأحدثك، أما إنه لا يموت عبد يحبني، فتخرج نفسه حتى يراني حيث يُحب.. ولا يموت عبد يبغضني، فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره).. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام:
يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا
إذا الولد قدم على أبيه ألا يستقبله الأب استقبال المحبين؟!.. سيأتي علي في تلك الليلة الموحشة، ليقول: مرحباً بك!.. لا أنسى أنك في يوم استشهادي بكيت عليّ!.. ولا أنسى بأنه ذكر اسمي من دون ذكر مقتل، وتعالت أصواتكم بالبكاء عليّ.. فعرش الرحمن يسجل هذه الأصوات، لتسمعونها ثانية في تلك الليلة الموحشة.. ستذكرون هذا الموقف عندما تردون الحوض يوم العطش الأكبر.. (إذا حالت الأحوال، وهالت الأهوال، ‏وقرب المحسنون، وبعد المسيئون، ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)، ستذكرون هذا الموقف عند حوض الكوثر، هو الساقي غداً، يقول أحدهم:
هم النور نور الله جل جلاله *** هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي الله خزان علمه *** ميامين في أبياتهم نــزل الذكر
وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه *** ومكنونة من قبل أن يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق الله آدمــا*** ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
إلى أن يقول :
أيقتل ظمآنا حسين بكــــــربلا *** وفي كل عضو من أنامله بحر
ووالده الساقي على الحوض في غد *** وفاطمــة ماء الفرات لها مهر
الشاهد هنا: (ووالده الساقي على الحوض في غدِ)، أبوه يسقي عطاشى البشرية في عرصات يوم القيامة بإذن الله –عز وجل–.. وفاطمة هي الكوثر {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، إذا كانت فاطمة هي الكوثر، وزوجها على الكوثر.. فهنيئا لكم!..

أدب الدعاء وتعزية أهل البيت ع_الشيخ حبيب الكاظمي


- إن الخطباء في شهر محرم، يذكرون مصائب الإمام زين العابدين (ع): الأغلال الجامعة، وما جرى له في طريق الشام، والهوان الذي وجده الإمام –عليه السلام–، وقصته في الخربة.. فالذي أصيب بيوم عاشوراء، والذي عاملوه تلك المعاملة على بعير بغير غطاء، وينتقل من بلدٍ إلى آخر، وينظر إلى عماته، هو صاحب دعاء أبي حمزة.. إن الإنسان الغيور يدافع إلى حد الموت عن عرضه وعن حرمه.. والإمام -عليه السلام- يرى بنات النبوة: زينب بنت فاطمة، نسبتها إلى رسول الله واسطة واحدة، زينب بنت فاطمة ابنة النبي الأكرم (ص).. بنت الخليفة الراشد الرابع، الذي كان مركز حكومته الكوفة منذ سنوات بسيطة، وإذا بها تدخل إلى الكوفة عاصمة أبيها سبية.. فتتذكر حنان والدها أمير المؤمنين (ع)، عندما كان يأخذ بيدِها لزيارة قبر أمها فاطمة (ع)، كان يطلب أن يخفت السراج؛ لئلا يُرى شخص زينب.. علي –عليه السلام– لم يكن يرضى أن يرى المسلمون خيال زينب.. جار علي –عليه السلام– يقول: كنت مجاوراً لعلي –عليه السلام– لم أسمع صوت زينب في يومٍ من الأيام.. فإذا بها تدخل في تلك الحالة.. ولمّا قربوا من‌ دمشق، طلبت ممن يحمل الرؤوس وقالت له:‌ إذا دخلتَ بنا البلد، فاحملنا في‌ درب‌ قليل‌ النظارة،‌ وتقدّم‌ إليهم‌ أن‌ يُخرجوا هذه‌ الرؤوس‌ من‌ بين‌ المحامل،‌ وينحّونا عنها، فقد خزينا من‌ كثرة‌ النظر إلينا.
- إن على المؤمن أن يربط بين الإمام زين العابدين -عليه السلام- ودعاء أبي حمزة.. وكذلك يربط أيضاً بين دعاء عرفة والإمام الحسين -عليه السلام-، في يوم عرفة وقف الحسين (ع) وعيناه تسكبان كالقربة من شدة البكاء بين يدي الله -عز وجل-.. هذا الوجه الذي كانت تجري على خديه الدموع كالأنهار من خشية الله، والموحد الأول في زمانه، والتالي للقرآن.. وإذا به –صلوات الله وسلامه عليه– في مجلس الطاغية، حتى أن الحرائر لم تتحملْ هذا المنظر.. وثغره الذي طالما قبله رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– وإذا يعمل بذلك الثغر ما يُعمل.
- إن أفضل أنواع العزاء، العزاء العفوي.. أي أن يذكر الإنسان مصائب الأولياء في خلوة، فتفيض عيناه بالدموع، دون قارئ عزاء أو رادود.. أحدهم توفي منذ فترة، وكان يتشرف بلقاء الإمام بشكل متكرر.. كان له محل لإصلاح الأحذية في طهران.. بلغ به الشوق للقاء إمامه، إلى درجة أنه لم يحتمل العيش.. لو عشنا في العمر مرة واحدة إحساس الطفل الذي فقد أمه، هل يعقل إمامنا –عليه السلام– وهو وارث آبائه، أن يهملنا في نظرته الكريمة؟.. حاشا وكلا!.. هذا السيد الجليل لم يحتمل العيش، إلى أن قيل له: إذا أردت أن تصل إلى تلك المفازة الكبرى، عليك بالتأسي به في عمل، وهو أن تندب جده صباحاً ومساءً.. كما هو يندب جده صباحاً ومساءً، وأنت عليك كذلك؟!.. فالذي يريد أن يصل للقاء، يستعين بكل شيء.. الشاهد الذي ينقل القصة يقول: هذا السيد كان في دكانه الصغير، وهو يُصلح أحذية للناس.. بينما هو يخيط حذاء، وإذا به يقف ولا يكمل.. يقال له: ما بكَ يا سيد؟!.. أكملْ العمل؟.. يقول: أنا الآن تذكرت مصيبة أبي عبد الله الحسين؛ المصيبة الفلانية!.. فهل يمكنني أن أكمل عملي؟!.. ويترك محله ويخرج!.. فمن هوان الدنيا أن الذي يحمل هذا القلب الكبير، تجعله أمور المعاش يلامس أحذية الناس، ويتعامل معها.. نعم، رب العالمين أخفى أوليائه بين خلقه.
لله تحت قباب العز طائفة *** أخفاهم في رداء الفقر إجلالا 
إن الدرة في أعماق البحار، وفي داخل الصدفة.. بينما الحجارة مرمية على الشواطئ!..

إن مناجاة رب العالمين لا تحتاج إلى مناسبة، ولكن الأرقى من ذلك أن يكون الإنسان في جوف الليل، وهو مستلقٍ على فراشهيريد أن ينام، فيضيق صدره بذكر الله –عز وجل– ويأخذ سجادته في جوف الليل، ويكون له مكان خاص فيه.. وأخلو به حيثشئت بالسر بغير شفيع ويقضي لي حاجة.
- إن أستاذ الجيل الحاضر من العلماء، الذين جمعوا بين الفقاهة والعرفان: السيد الطباطبائي صاحب "تفسير الميزان"، والشيخ محمد تقي بهجت -حفظه الله-، والسيد هادي الميلاني، وغيرهم.. هؤلاء من خريجي مدرسة السيد علي القاضي في النجف.. والسيد بعد سنوات من المجاهدة والتعب في هذا المجال، خرج بنتيجة، فقال بكلمة صريحة: بأن البركات المعنوية تصدر من جهة أبي عبد الله الحسين -عليه السلام- وبوابة أبي الفضل العباس -صلوات الله وسلامه عليه-.. الحسين أعطى كل ما عنده لله -عز وجل- ما أبقى شيئاً: الأخت احضرها، والزوجة جاء بها، والطفل الرضيع قدمه، وشبابه قدمه.. فالحسين -عليه السلام- الذي أعطى كل ما لديه، لو يعطيه رب العالمين الوجود، يكون ذلك في محله!.. ما المانع؟.. فلو قال الله -عز وجل-يا أبا عبد الله، أنت بذلت كل ما عندك في سبيلي.. فهذه الجنة، وهذه مفاتيحها، أدخلْ من تشاء في جنتي!.. فهل تكون هذه المقولة كبيرة على سيد الشهداء؟!..
- إن على المؤمن أن يمزج بين دمعتين: دمعة التأسف على مصائبهم –عليهم السلام– كما قال الإمام الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام).. وأخرى دمعة من دموع المناجاة بين يدي الله –عز وجل–.. هاتان الدمعتان إذا امتزجتا، خلقتا المعجزات، أقلها العتق!.. رب العالمين في هذه الليالي يعتق رقاباً من النار عتقاً أبدياً لا مؤقتاً.. فإذن، على المؤمن أن لا يطلب من الله -عز وجل- عتق هذه الليالي، أو عتق السنة.. بل يقول: يا رب!.. أعتقنا إلى الأبد من نار جهنم.

الأفعال الصادرة من الإنسان*لنقرأ الحسين _عبد الرضا معاش



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

السلام على شباب الحسين

(‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )

الأفعال الصادرة من الإنسان يُنظر إليها بجانبين
أولاً: الأفعال الإرادية

ثانيًا: الأفعال غير الإرادية

حين ننظر لسلوك الإنسان يتعامل كما يقول العلماء تارةً بالنظام الواعي وتارةً بالنظام اللاواعي الباطني، حين يتحرك الإنسان بكل خطوة يقوم بفعل إرادته وليس هنالك مجال للصدفة، البعض يقول أن هنالك ما يحدث صدفة والأمر ليس كذلك، فلقد أعطى الله لكل واحدة منا قوة تسمى الإرادة تسيطر على فكر وقوة الإنسان، الكثير عندما يقع في مصيبة هو أوقع نفسه فيها، لا يعترف بذلك بل يُلقي اللوم على الصدفة دون أن 
يفكر في خطأه. إمرأة تتزوج أو تُزوج ابنتها من رجل يقولون أنه مؤمن وعادل لا يظلم، ثم يتضح أنه ليس كذلك، عندما تقع هذه البنت في مشكلة يبررون أنه نصيبها ويتناسون أنهم أصحاب الإختيار. الله تبارك وتعالى في كثير من أمورنا يجعلنا مخيرين بشكل كامل.

القدر على قسمين، الإنتحار مثلاً هو قدر الإنسان أوجده ولكن أن يكون الإنسان نائم فيموت أو يحصل له حادث لا يكون الإنسان هو مسببه فهو قدر من الله تعالى. من أكبر النعم الإلهية علينا أننا مخيرين.

أبو حنيفة يقول ( ثلاث مقولات لجعفر بن محمد لا أقبلها. أولاً: ينسب أفعال العباد إلى أنفسهم، ثانيًا: يقول أن الله تعالى لا يُرى بالعين وكل موجود يُرى، ثالثًا، أن إبليس يُحرق في النار وقد خُلق من نار )، هناك من تتحدث معه بمنطق يفتح معك 
المجال ولكن هناك معاندين ننصح بعدم النقاش مع المعاندين، حين قال أبو حنيفة مقولته السابقة البهلول كان موجودًا مع أبو حنيفة فرماه بالحجارة وإذا بالدماء صارت تنزف على وجهه، ذهب أبو حنيفة إلى هارون، أخبره بما فعله البهلول، أتوا بالبهلول فقال لهم: أفعال العباد لا تُنسب إليهم، أنا مجبر على هذا العمل، تقول إبليس خُلق من نار فكيف يُحرق بالنار وأنت 
خُلقت من طين وهذه الحجارة من طين أيضًا فكيف تتأثر بها؟ إن كنت متألمًا فأنا لا أرى الألم وأنت تقول أن كل موجود يُرى.

أفعال العباد هي من فعلهم. شاب نائم يستمع لصوت المؤذن، يتحرك من فراشه، يقول أنه سيقوم بعد 10 دقائق ثم يؤخر لعشرين دقيقة ويستمر كذلك متشبثًا بفراشه حتى تشرق الشمس. هل ما حدث كان صدفة؟ إن كان صدفة فالإنسان غير 
محاسب وإن لم يكن صدفة فإن الإنسان ارتكب إثمًا والدليل أنه كان بإمكانه أن يقوم. البنت التي توجد علاقة محرمة وتقع في مصيبة الشاب، هل هناك من أجبرها على ذلك؟ الحرام لا يوصل للخير والسعادة، من أجبرهما على هذه العلاقة؟. كل 
عمل يقوم به الإنسان يُحاسب عليه فنرى أن الله يتعامل مع إنسان تارةً وتارةً مع أكثر من إنسان، المسؤولية ليس على شخص واحد، من ترك صلاته والغسل الواجب هو مسؤول عن ذلك، الله يحاسب هذا الشخص ووالديه ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) الوالدان والأخوة الكبار مسؤولون.

نقرأ في زيارة الحسين عليه السلام ( زيارة عاشوراء ) المروية عن الإمام الصادق عن آبائه عن رسول الله عن جبرائيل عن الله ( لعن الله أمة قتلتكم ) من باشر في قتل 
الحسين هو شمر ولكن الله يريد أن يصل إلى أن ما فعلوه هؤلاء كان بإرادتهم، البعض يقول فلتؤجل الحساب ليوم القيامة وتلعن الفعل لا الفاعل، ولكن في الزيارة أن من قتل الحسين ليس شمر أو عبيد الله بن زياد أو يزيد بن معاوية أو عمر بن سعد فقط بل كانت أمة متسلسلة، قتلت سيد الشهداء. 
القصة ليست قصة يزيد فقط ! قضية الحسين ليست قضية شخص وصراع بين بني أمية وبني هاشم، القضية أكبر من ذلك.

من هي الأمة التي قتلت الحسين؟
هل يزيد جاء للحكم بانقلاب عسكري أو ثورة أو سيطرة من تلقاء نفسه؟ أم كانت سلسلة قالت أن يزيد هو الحاكم؟ هنالك 
من نصّب يزيد، ما جرى في كربلاء لا يتحمله يزيد وحده بل من نصبه ودعمه وأعطاه المسؤولية، في الرواية أنه عندما وصل خبر قتل الحسين للمدينة زوجات الرسول في المدينة ( أم سلمة ) أقاموا العزاء والندبة على الإمام الحسين، عبد الله بن عمر لطم على وجهه وشق جيبه وصار ينادي أين أنت يا يزيد؟ ماذا صنعت ببنت رسول الله؟ ولا يوم كيومك يا أبا 
عبدالله، خرج مع جيش من المدينة للشام ودخل على يزيد في قصره وهو يصرخ ماذا فعلت؟ وماذا تصنع بعترة الرسول؟ يزيد يطلب منه الهدوء ويُدخله، يضم عبدالله بن عمر إلى صدره وأنهم أمة واحدة ويخبره كيف وصل للخلافة، ذهب معه لصندوق فيه قماش أسود، فتحه وأخرج وثيقة وأراه إياها 
بأنها كانت وصية له أن يفعل ما فعل بالحسين، القرار مكتوب من سنوات بقتل الحسين بن علي. قضية الحسين ليست مربوطة بيزيد الذي عندما علم أهل المدينة بتنصيبه، بعثوا بجماعة للشام، جاؤوا له وجوده لا يصلي بل يشرب الخمر أمام الناس، يلاعب الفهود والقرود، رجعوا للمدينة وأخبروا الناس 
بما رأوا وذهبوا لوالي يزيد عثمان بن محمد بن أبي سفيان، هجموا عليه وضربوه بالحجارة حتى خرج من المدينة، ثم ذهبوا لبني أمية وأخرجوهم عن بكرة أبيهم، مسلم بن عقبة ( مُسرف ) كان مريض في فلسطين أمره يزيد أن يُخرج جيشه للمدينة فأباحها لثلاثة أيام، جاء بالجيش 1000 من فلسطين و 1000 من الأردن و1000 من حلب و1000 من الشام و1000 من حمص فكانوا 5000 بلا أصل مجرمو حرب، تصدى لهم أهل الحرى، نفذ منهم 100 فارس، تصدى لهم شباب المهاجرين والأنصار، فقتل الكثير من الشباب والمئات من أصحاب رسول الله قتلهم يزيد بن معاوية الذي يسمونه 
صحابيًا، دخلوا بدوابهم وخيلهم لمسجد رسول الله نجسوه وملؤه دمًا حتى أن الناسء ولدن فيما بعد أولادًا لا يعرفون لمن. أين الإنصاف؟! أهذا هو الإسلام ؟! هذه الشجرة الملعونة، أين عقولنا ؟! فكر قليلاً من جاء بيزيد وأبيه؟! رسول الله في عالم الرؤيا يرى قرد ينزون على منبره فينزل عليه جبرائيل ويخبره بمن يغتصبون الخلافة ومن لهم نفوس القردة. معنى ذلك أن الخطأ ليس خطأ يزيد وحده بل علينا أن نتعرف على 
مصدر الخطأ. بناء وحائط معوج عندما ننظر إليه، الخطأ في الأساس، والإنحناء سيبقى حتى لو حوّلنا هذا البناء لناطحة سحاب، بنو أمية كلهم انحراف، كيان خطأ، دين خطأ، الحسين يقول أن الحسين شارب خمر ومثلي لا يبايع مثله. أمة هي من اشتركت في رزية الخميس، في كتبهم ( كفانا كتاب الله ) تُذكر في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله. لم بعث الله الأنبياء إن كفانا كتاب الله؟

الإمام الحسين كانت مواجهته لأمة منحرفة، بنو أمية والفكر التكفيري لا زال موجودًا، القتل والإرهاب منهم، يحللون الدماء حتى لو تشهدت بالشهادتين.

من أعطى لهذه الأمة طاقة وكيان؟
الشمس تعطي الأرض طاقة، الحسين أعطى للأمة طاقة فليس هنالك أمة لديها طاقة كالطاقة التي أعطتنا إياها كربلاء، لذلك نقول للشباب أن طاقة الحسين عليها أن تتجد طوال أيام السنة باللطم والبكاء وحضور المجالس الحسينية، مفكر غربي يقول 
عندما نظرنا للجاليات العربية، شاهدنا الكثير منهم ذابوا في المجتمع الغربي إلا الذين يتبعون أهل البيت ( البعض ذاب ) ولكن حين بحثنا وجدنا أن سر هذا التمسك هو الحسين.
في الأربعين في أستراليا مسيرة تخرج، في لندن وهولندا والسويد يخرجون في الشارع يهتفون باسم الحسين، رجل يدخل إلى مكتبة الفاتيكان يتفاجأ بمجموعة كبيرة من الكتب باسم الحسين، سأل مسؤول المكتبة عن ذلك فأخبره أن علماء المسيحيين فكروا في أنه رغم الإضطهاد الذي يحدث في العالم 
نجد أتباع أهل البيت في كل مكان والناس تدخل لهذا المذهب سُجدًا، صاروا يبحثون عن الأساس فتبين أنه الحسين بن علي فأمر العلماء المسيحيين بجمع الكتب التي تتحدث عن الإمام الحسين لكي يعرفون أن الحسين بمظلوميته كيف انتشر في العالم؟، ليدعون الناس إلى المسيحية بالمظلومية. هم يفكرون 
كذلك، نحن كيف نفكر؟. كيسنجر يفكر أنه بعد 100 سنة ماذا سيحدث؟!! ونحن نفكر في لحظاتنا فقط، لم نجد مبررات لعدم حضور المجلس؟

رسول الله يقول ( حسين مني وأنا من حسين ) الإمام الحسين كان يمص اصبع رسول الله فلا يحتاج للبن وجسد الحسين نما على إصبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو قطعة منه من روحه وجسده، ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) هل هناك حياة من دون الحسين؟ ما هي القضية التي تربطنا بالحسين كواقعة كربلاء؟ السماوات والأنبياء والرسول أمير المؤمنين وكل أهل البيت يوجهون إلى 
كربلاء فنحن لا نعرف سر كربلاء، نعرف جزء من السر بقدر معرفتنا كي نعيش من هذه الحقيقة، مكانة الحسين من الله، حياة الأمة الإستجابة لله والرسول بقضية الحسين.

الإمام الحسين الذي يضحي من أجله، الإنسان الذي يقولون عنه حسيني، وليس ذلك المطرب أو المغني الذي في عاشوراء وفي ليلة العباس يمر عند حسينية يجده يتكلم عن العباس ووفائه وتضحيته، يقف فيستمع، يسمع أن العباس قدم يده فقال : ( والله إن قطعتم يميني إني أحامي أبدًا عن ديني وعن 
إمام صادق اليقين )، حتى صارت دموعه تجري فيتوب إلى الله تعالى، يذهب للمنزل فيرمي كل آلاته، وهُنا رسالة لشبابنا الذين يبتعدون عن الأغاني والمحرمات لشهري محر وصفر فقط، إلق بكل ما يبعدكَ عن الله تعالى في سلة المهملات دون اكتراث كي تكون قريب من الله سبحانه وتعالى.

رجل ممن حضروا الإنتفاضة الشعبانية في عام 1991م، عندما دخل المجرم حسين كامل لكربلاء، بدؤوا قصف كربلاء بكل دقيقة 1000 قذيفة من بعد 40 كيلوم متر، مسكوا مجموعة عبارة عن 3 سيارات، أخرجوهم بالسب والشتم والضرب، ذهبوا بهم إلى مكان، وقف أمامهم حسين كامل صار يسبهم ويشتمهم، كانوا ينظرون للأرض، نادى من مع صدام ومن مع الحسين وطلب منهم أن ينقسمون، الجميع وقف بأنه 
مع الحسين، أحد الشباب عمره 16 سنة خرج وقال له أنا مع الحسين، رمى الشاب ببندقية فسقط على الأرض شهيدًا، نادى مرة أخرى من مع صدام ومن مع الحسين، الجميع يرتجف، خرج شاب آخر عمره 16 عامًا وقال أنا مع الحسين فقتله، 
وقع على الأرض شهيدًا، أخرجهم وصاروا يركضون في الخارج، رأوا في عالم الرؤيا الحسين ومعه مجموعة من أصحابه الشهداء، كان الحسين راكب على خيل أبيض جاء للشاب الذي استشهد، نزل من على جواده فسلم على الشاب وقبّل جبينه وقال لهم أن يدفنوا الثاني عند ضريحه والأول عند الشهداء، سأله الأصحاب لِمَ الأول مع الشهداء والثاني معه؟!! 
قال الإمام لأن الأول استشهد من أجلي والثاني نظر لصاحبه يُقتل ومع ذلك استشهد ، ادفنوه معي.

الشاب حين يقف مع سيد الشهداء يبقى معه الحسين وفيًا، حين يقتل جون العبد يضع خده على خده، عندما يسقط علي الأكبر يضع وجهه على وجه علي الأكبر، في مجييء للكويت مررت بالبحرين وأحد الشباب كان قد توفي في حادث من إخوتنا عائلة ( المدحوب ) وكيف كانت زفة لهذا الشاب، شاب 
في مُقتبل العمر.

شُبان مثل الورد يزهون .. حسافة على الغبرة ينامون

ثواب كتابة هذه المحاضرة لروح الفقيد السعيد الشاب عمّار جعفر .. ارحم الله من قرأ الفاتحة لروحه .. ودعاؤنا لأهله بالصبر والسلوان .. لا أفجع الله أحدًا بعزيز وحفظ شبابكم بحق شباب علي الأكبر والقاسم بن الحسن عليهم السلام ..

· الغسلة الأولى في الوضوء واجبة، الثانية مستحبة والثالثة مُبطلة، تُحسب الغسلة بالنية للوجه أو لليدين. 
· الصلاة تبدأ بالتكبيرة أي بالنية، تكبيرة الإحرام ركن، لو أخللت بها فالصلاة باطلة، رفع اليد مستحب في التكبيرة، هناك طريقتان لرفع اليد أيضًا. 
· التلفظ بالنية ليست واجبة. 
· لا بُد من التريث بعد التكبيرة، فلا تُلصق البسملة بالتكبيرة لأن في ذلك إشكال. 
· في قناة كربلاء والأنوار مثلاً يبثون الصلاة، علينا أن نستمع لقراءة الإمام، أحد الشباب يأتي لي يقرأ أمامي الفاتحة ليتأكد من قراءته، الأمر ليس عيبًا للبتة. 

· بعد تكبيرة الإحرام، تأتي قراءة سورة الفاتحة وسورة تامة أخرى، فلا يجوز الإكتفاء بآيات من إحدى السور، في الروايات أن أمير المؤمنين كان يقرأ سورة الإخلاص. 
· قبل الإنتهاء من الذكر نذهب للركوع، في الركوع يجب إكمال الذكر ثم رفع الرأس، ولا يجوز رفع الرأس قبل إكمال الذكر، الصلاة باطلة، عند الإعتدال الظهر يجب أن يستقيم. 
· في السجود أيضًا، لا نبدأ إلا بعد استقرار الجبهة على التربة، في الجلوس الجلسة لا بد أن تكون كاملة وإلا فالصلاة باطلة.
إن قُبلت قُبِل ما سواها .. وإن رُدت رُد ما سواها
أيها الآباء لا تعطوا بناتكم لغير المصلي حتى وإن كان ابن عائلة حتى لو قال انه سيلتزم بالصلاة فيما بعد .. فغير المصلي لا يُصلى عليه .. الخنزير يقول الحمدلله الذي خلقني خنزيرًا ولم يجعلني تاركًا للصلاة. الشباب ايضًا عليهم أن يحذروا من الزواج

بفتاة غير ملتزمة ..

القيم النبيلة*سلسلة لنقرأ الحسين ع_عبد الرضا معاش

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )

القيم النبيلة يتمكن الإنسان أن يتصورها بالواقع العملي بأحد نحوين، النحو الأول هو أن يصور الإنسان هذه القيم بصورة مجردة، والنحو الثاني أن تكون تلك القيم بصورة حقائق متجسدة إما في صورة تجريدية أو تجريبية، إما أن تكون مجموعة من الأفكار والنظريات لذلك من الصعب أن نجد في الواقع صورة حقيقية لهذه النظريات أما لو تحولت من الجانب التجريدي للتجريبني ( قيم واقعية متجسدة ) بإمكاننا تحويلها لصورة حقيقية في الحياة. الله لم يكتف بإرسال الرسل فقط، بل أرسل الأنبياء والأئمة نماذج تطبيقية حقيقية لهذه القيم، لتكون هذه القيم واقع عملي مهم في حياة الأمم، هذه القيم تجعل للإنسان الواقع المتميز فالكثير من النظريات لا 

تتحول لواقع عملي. القرآن الكريم يواجه الإنسان ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) القيم حقائق موجودة في واقع الأمة وقريبة من الإنسان. يقول الأب لابنه لا تكذب ولكن حين يجد أبيه كاذبًا فإنه لا يطبق تلك النظرية لأنه يجد الضبابية في التطبيق. ولد صغير تأتي به أمه للرسول تطلب منه أن يقول له بأنه لا يأكل، طلب منها أن تأتي بها في يوم آخر وطلب منه ذلك، سألته عن عدم طلب ذلك في اليوم الماضي فأخبرها أنه 
في اليوم الذي مضى كان قد أكل التمر فما أراد أن يأمره بشيء لم يفعله. عندما ننظر للأب والأم يمنعون آباءهم من كثير من السلوك وهم يأتون به، الأم تمنع ابنتها من مشاهدة الأفلام المدبلجة والأجنبية وهي تُشاهد. هوليوود التي تعمل على هذه الأفلام تعمل ليل نهار، بجانب مقر هوليوود هُناك كنيسة، وهم يحاولون أن يدخلون إلينا عبر هذه الأفلام، ويؤثرون على المراهقين خصوصًا فتُفقد السيطرة عليهم، مما يؤدي للتمرد على الآباء من قِبَل الأبناء. الحرية الزائدة من الآباء لأبنائهم سبيل للتجرؤ 
عليهم، الوسائل العصرية فليستعملها الجميع ولكن بصورة إيجابية، الأخت الكبيرة والأخ الكبير والعم والخال والخالة والعمة جميعهم يتحملون المسؤولية، البعض لا يكترث في بعض الأمور، فيأتي أحدهم يطرق الباب أو يتصل الأب يطلب من ابنه أن يخبره بأنه غير موجود، فيكون ارتكاب الخطأ في قناعات الإبن. رجل جاءه ضيف مؤمن، قام في منتصف الليل من بكائه، بقى ذلك في مخيلته حتى بعد 23 سنة، يتذكر خوف ذلك من الله وبكائه لأنه كان واقعًا تطبيقيًا.

السيدة نفيسة حفيدة الإمام الحسن المجتبى وزوجة اسحاق ابن الإمام الصادق، جاءت مع زوجها لمصر 5 سنوات، حفرت لها في بيتها قبرًا، 4000 مرة أتت لهذا القبر. العلامة الأميني يُذكر في أحواله أنه في شهر رمضان يصلي 1000 ركعة، طوال شهررمضان 30000 ليلة. أويس 
القرني وهو خير التابعين ومن حواري أمير المؤمنين، إذا جن عليه الليل يقول ( هذه ليلة السجود ) فيسجد من الليل إلى الصباح، في ليلة أخرى يقول ( هذه ليلة الركوع ) فيركع من الليل إلى الصباح، سألوه عن سبب ذلك قال كنت أتمنى أن تكون الدنيا ليلة واحدة لأقضيها سجودًا من الليل إلى 
الصباح لذلك رسول الله يقول لأويس ( كل من قلت له غفر الله لك، غفر الله له ) رسول الله يقول ( يشفع أويس في يوم القيامة لمثل مضر وربيعة ). سلمان المحمدي الذي عندما توفي جاء له أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أخاه جعفر والخضر وقال أمير المؤمنين ( خلف كل منهما 70 صف من الملائكة في كل صف ألف ألف من الملائكة ). ميثم التمار مع أمير المؤمنين في بستان في الكوفة يشير إلى شجرة ويخبره أنه سيُصلب عليها، منذ ذلك اليوم صار يأتي ويصلي ركعتين عند هذه الشجرة يوميًا، تُقطع أطرافه وهو يذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، فقطعوا لسانه. 

لذلك عندما نراجع أنفسنا علينا أن لا نزكي أعمالنا فالتزود للآخرة كبير، السفر لا نهائي.

رجل يقف عند حرم أمير المؤمنين عليه السلام يرى رجل جاء يتوسل بالإمام عليه السلام فقد سُرقت أمواله فكيف يعود ؟ قال الرجل في نفسه يا أمير المؤمنين أنتم أهل الإستجابة والدعاء وهذا مؤمن لا تستجيبه، نحن نأتيكم لقضاء حوائجنا، في عالم الرؤيا يرى الرجل الإمام عليه السلام 
فيخبره أنه أول سارق، لأنه أخذ صلاة استئجارية لميت ولم يصلِ تلك الصلاة وهو سرقة لأموال الناس. الإمام يطلب من هذا الرجل أن لا يزكي نفسه.

رسول الله صلى الله عليه وآله كله مُثُل، كان يمثل قمة القيم. فقال ( خير القرون قرني ) لأنه ربى الأمة، كان يسبق الناس بالسلام بمجرد النظر إليهم، إذا مد يده للمصافحة لا يسحب يده حتى يسحب الآخر يده، إذا دخل للمجلس يجلس حيث ما ينتهي به المجلس، لم يكن يأخذ موطنًا في المجلس " البعض له مكان في المجلس يجلس فيه دائمًا " ولا يقوم من مكانه إلا 
يكون ذاكرًا لله يستغفر الله 25 مرة في كل مكان وهو معصوم. الإمام موسى بن جعفر كان معصومًا أيضًا ولكنه كان يستغفر في اليوم 5000 مرة. للذكر سر مهم في حياتنا وهو سبيل لحل شتى المشاكل الحياتية. كثيرون يسألوننا الدعاء ندعو لهم بالمجلس ببركات الإمام الحسين عليه السلام ولكن قُم بالأذكار كزيارة عاشوراء 40 يوم باللعن، صلوات، قرآن، صلاة استغاثة بالزهراء. أحد العلماء يرى حبيب بن مظاهر ( جميع الشهداء في مكان واحد وهو له ضريحًا مفردًا ) يسأله عن مكانته عند الله 

وهو الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وختم حياته بتخضيب لحيته بدمه في كربلاء، حبيب يقول للعالم أن له أمنية أخرى بأن يرجع للدنيا ويحضر لمجلس من مجالس أبي عبد الله الحسين، الحضور للمجلس الحسيني يعطينا قيمة لأن له شرف عند الله.

في زيارة الحسين عليه السلام نقرأ ( أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ) أكثر من مرة في زيارة عاشوراء وبقية الزيارات أيضًا، هذه العبارة تستدعي وقفة، رسول الله صلى الله عليه وآله ينظر إلى أمير المؤمنين ولفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم ويقول ( أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ) كيف نكون سلمًا لمن سالمهم؟ دائمًا ننادي بحجاب الزهراء، في جامعاتنا هل هناك اقتداء بالزهراء؟ لم يقتصر الإلتزام بالحجاب في الزيارة فقط؟!! وفي الجامعة المكياج واللباس، هل هذا يرضي 

الزهراء؟!! نحن نتبع أهل البيت صدقًا أم كذبًا ؟!! الشاب الذي يحضر مجلس الحسين عليه السلام ويلطم على صدره ويدميه، هل عرف من هو أسوته؟ عرف المبادئ والقيم؟ أين هذه القيم في مجتمعنا؟!! لا بد من إصلاح هذا المجتمع والإقتداء بأهل البيت بصورة حقيقية. الإمام الحسن يرى رجلاً من الشام يسبه، يقف يسمعه حتى انتهى فقال له الإمام: ( إن كنت جائعًا أطعمناك وإن كنت محتاجًا أغنيناك أو طريدًا آويناك ) هكذا يتعاملون مع أعدائهم ولكن نحن بين الإخوة خلاف بسبب الإرث، سنوات خلاف بين أبناء العم كيف نريد الرحمة ونحن لا نرحم بعضنا البعض ؟!! هل تقبل صلاتنا ؟!! قناعاتنا تحتاج لمراجعة لتغيير حياتنا، البعض يُصر على رأيه وقناعته تمامًا كرجل يقول أن للدجاجة رجل واحدة فيأتون له 
بدجاجة ويسألونه بعد ذلك لكنه يصر على رأيه بحجة أن للرجل كلمة واحدة !، ( الرجال قوامون على النساء ) ليس معناه أن كلمة الرجل وحيدة وقراره وحيد، رسول الله صلى الله عليه وآله في الخندق استشار سلمان، أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ( ما خاب من استشار ) ويقول أيضًا ( أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله ). أبو الفضل العباس عليه السلام، وفاء العباس وتضحيته التي لا مثيل لها بالبشرية، يذهب للماء البارد وهو عطشان لا يتذكر بل يذكر عطش الحسين لأنه لم ينسه أبدًا 
فيلقي الماء على الماء. الطفل الرضيع وتضيحته للعالم أجمع، رقية ضربت مثالاً للتضحية وبقية أصحاب الحسين. سعيد يقف أمام الحسين وهو يصلي، كل سهم يأتي يتلقاه بعينه، بفمه وبقيه جسمه حتى انهى الحسين صلاته، وقع سعيد على الأرض في آخر لحظات حياته وهو يقول للإمام ( هل وفيت ؟!! ) ما هذه التضحية والعطاء والقيم ؟!! الله رفع الحسين وكل ما يتعلق بالحسين فقدموا تضحيات لم يعرف التاريخ مثلها، لذلك الناس يحاولون أن يرتبطون بالحسين بأية طريقة. اليوم علينا أن نُبدع في 
قضية الحسين أيضًا، شعائر الحسين في المستقبل، موكب للأطفال الرضع مثلاً، نحتاج لأفكار جديدة لإعطاء صورة أوضح عن الحسين عليه السلام. هنيئًا لمن ارتبط اسمه بالحسين. جميع أئمة أهل البيت عليهم السلام يأمروننا بزيارة الحسين عليه السلام.

السيد علي شبر رحمه الله في زمن السيد اسماعيل الصدر يقول جاؤوا بجنازة لكربلاء، كان بين النجف وكربلاء قُطاع طرق وكان الميت قد وصّى ثلاثة بأن يدفنوه في كربلاء حتى يُفتح الطريق فيدفنوه عند أمير المؤمنين عليه السلام في وادي السلام، جاؤوا به ووجدوا الطريق مغلق فدفنوه في 
مقبرة في كربلاء، جاؤوا لينقلوه للنجف عندما فُتح الطريق ولكن الثلاثة ممن أوصاهم رأوا في عالم الرؤيا هذا الرجل يطلب منهم أن يبقوه في كربلاء عند الحسين لأن في كل ليلة جمعة يأتي أمير المؤمنين لزيارة الحسين، يمر على الوادي ويقرأ الفاتحة على الأموات.

أهل البيت عليهم السلام يضربون لنا مثالاً في شتى الأمور، أين عبادتنا من عبادة أهل البيت عليهم السلام؟!! نكتفي بالصلاة الواجبة، أين الصلوات المستحبة؟!! أين نافلة الليل ؟!! أين صلاة الغفيلة بين المغرب والعشاء التي في الرواية عن الإمام زين العابدين أن يزيد بن معاوية لعنه الله لما رجعوا أهل البيت، أظهر ندمه كذبًا وجاء يسأل الإمام السجاد عن طريقة 
للتوبة فأخبره عن صلاة الغفيلة، السيدة زينب تسأل الإمام لم علّمه، يقول لها الإمام أنه لا يوفق لها. فلنحاول أن نجعل أنفسنا موفقين لهكذا صلوات وعبادات.

كربلاء لم تكن سيوف فقط، فقد كان لأصحاب الحسين دوي كدوي النحل في ليلة العاشر، علي بن مظاهر ليلة عاشوراء جاء عند إمرأته لأن الإمام جمعهم بأن من في رحله إمرأة فليأخذها لبني أسد لأن في يوم العاشر نساء الحسين ستُسبى وهو يخاف على نساء أصحابه، دخل علي بن مظاهر الخيمة فاستقبلته زوجته بابتسامة فقال لها: ( دعيني والإبتسام )، واخبرها 
بأن النساء ستُسبى فلتذهبوا لبني أسد، طلب منها أن تجهز نفسها لينقلها لبني أسد وإذا بها قد ضربت رأست بعمود الخيمة وقالت له ( وجهك يبيض عند رسول الله وتريد أن يسود وجهي عند فاطمة الزهراء ؟!! ) لذلك كان حالها كحال بنات الرسالة، رجع علي بن مظاهر للإمام الحسين وأخبره بأن الأسدية أبت إلا أن تواسي نساءكم. حبيب بن مظاهر يأتي لكربلاء ويقبل الأرض التي يقف عليها الحسين، تعلم زينب بقدومه فتبلغهم عنها السلام، يعلم حبيب بذلك فيحثو التراب على رأسه ويقول: ( من أنا حتى تسلم عليّ زينب ).

قيم أخرى تقدمها الفتيات الصغيرات اللاتي كُنّ مع الحسين، حميد بن مسلم ينظر لطفلة علقت النار بثيابها، يذهب وراءها ليطفئ النار، ولكنها تخاف منه حتى توقفت وقالت له ( هل قرأت القرآن ) قال ( نعم ) قالت ( هل قرأت " وأما اليتيم فلا تقهر " ) قال ( نعم ) قالت ( أنا يتيمة أبي عبد الله الحسين ). طفلة أخرى يسلب أحدهم القرط من أذنها ويسيلون الدماء منها وهم يبكي، يقول لها إن لم أسلبكِ يسلبكِ غيري.

يُمّه .. يُمّه ..
أفاطم لو خِلتِ الحُسين مجدلاً وقد مات عطشانًا بشط فراتِ


· الوضوء يتعلق بالنية، إن كان الوضوء بنية لصلاة الظهر فلا تصح به صلاة أخرى، ولكن حين يكون الوضوء من دون تحديد (قربة لله تعالى ) لا بأس بالقيام بأمور متعددة به. 
· عند وجود العازل ( الصمغ مثلاً ) لا بد من إزالتها، إذا نُسيت إزالتها ثم تُذكرت بعد الإنتهاء من الصلاة ويُعاد الوضوء والصلاة. 
· في حالة عدم الإنتباه للعازل إلا بعد الإنتهاء من الصلاة، فالصلاة صحيحة ولا تحتاج لإعادة. 
· لا يجوز الصلاة من ماء إبريق يمسكه شخص آخر، ولكن يجوز لو مسك المتوضئ الإبريق بنفسه. 
· غسل الوجه طولاً من منبت الشعر إلى نهاية الذقن وعرضًا ما اشتملت عليه اليد، يُمسح الجانبان من باب الإحتياط فقط. 
· بوجود الخاتم في اليد، إما إزالته أثناء الوضوء أو تحريكه بحيث يتم التأكد بوصول الماء لكل البشرة. 
· رفع اليد أثناء غسلها يُبطل الوضوء عند نزول الماء بشكل عكسي. 
· عند مسح الرأس إذا وصل المسح للجبهة فاختلط الماء، الوضوء باطل. 
· مكان المسح لا بد أن يكون يابسًا، بالنسبة للرأس لا بد أن يكون ماء المسح الموجود في اليد أكثر من ماء الشعر. 
· مسح الرجلين إما أن تكون اليمنى ثم اليسرى، أو كلاهما معًا. 
مسألة الوضوء مهمة جدًا، طواف النساء شرطه الوضوء، إذا كان الوضوء خاطئ فإن الطواف باطل، والرجل يبقى حرامًا على امرأته، والسؤال في كل الأحوال ليس عيبًا.
الإمام الحسن عليه السلام كان إذا ذهب للوضوء تغير لونه، يقول ( لأنني أقف بين يدي جبار السماوات ) ..
الوضوء نور فلنكن دومًا على وضوء سيما عند حضور مجالس الحسين عليه السلام، الوضوء قبل الذهاب للعمل يُساهم في تنمية الرزق.

تقييم العمل*لنقرأ الحسين_عبد الرضاا معاش

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )

تقييم العمل يتعلق بالدوافع والعلة الغائية لكل عمل، فكل عمل يقوم به الإنسان لا بد أن تكون له منطلقات وعوامل ودوافع وعلى غائية حيث لا يتمكن البشر من التعرف على حقيقة الدوافع. نحن كبشر لا نتمكن أن نقرأ باطن الآخرين وما تحويه أفكارهم ولكن الله لأنه يحيط بالماورائيات والصفوة من خلقه يستطيع الإطلاع على ذلك، مما يقودنا إلى حقيقة أن لو شخصان قاما بنفس العمل ولكن أحدهما من أجل صلاة الجماعة والتقرب لله تعالى والآخر من أجل لقاء بعض أصدقائه، هل صلاتهما مثل بعضهما؟ كذلك الذهاب للفاتحة ومجلس العزاء البعض يذهب للمواساة والبعض يذهب من أجل المصلحة فالمنطلقات تختلف من شخص لآخر. الأمر الذي يقودنا أيضًا لقضية أخلاقية في مجتمعنا فبعض ممن يسمون بالملتزمون يحتاجون إلى مراجعة لأفعالهم، قضية النوايا والحكم على الآخر دون علم ( سوء الظن ) والقرآن يأمرنا باجتناب سوء الظن، عندما ننظر لعمل الإنسان نحكم عليه بأمر ما ونسيء الظن إليه، في مجتمع المتدينين يقوم شخص بعمل أو كلمة يأولونها كيفما يشاؤون ! نحن لا نملك علم الغيب لنحكم على أفكارهم وسلوكهم. كيف نحكم على أفعال الناس ؟ والحكم لله والصفوة من أوليائه. أمير المؤمنين يقول حتى فيما لو رأيت سلوكًا سلبيًا اطلب له عذرًا، إن رأيت أحدهم يمشي أمام السينما فلا تحكم عليه بالدخول إليها احكم بأنه لديه عمل بالقرب من السينما، إن رأيت أحدهم ذاهب إلى تاينلد فكر بأنه قد يكون آتي للعلاج، أحدهم إن رأيته في فندق سيء ربما قد جاء دون دراية. الشهيد الثاني رحمه الله يقول أنك لو شممت رائحة الخمر من فم إنسان فلا يجوز أن تحكم عليه أنه شرب الخمر، إن رأيت إمرأة مع رجل لم تحكم عليهما أن بينهما علاقة؟!! إن سمعت فتاة تحدث رجلاً في الهاتف لم تحكم عليها وتسيء الظن بها ؟ ربما تكلم أبيها، أخيها فقد تقول لهما " حبيبي " ، " عزيزي" أين المشكلة ؟!! الكثير من المشاكل بين الزوجين والطلاق هي قضية سوء ظن من الطرفين، سوء الظن يؤدي إلى الغيبة هي أن تذكر الآخرين بما يكرهون، التائب من الغيبة هو آخر الداخلين للجنة وإن لم يتب فإنه أول الداخلين إلى النار، ( الغيبة أشد من الزنا ) في يوم القيامة يجد الناس لهم كجبل تهامة أو الهيملايا ولكنها لا تساوي جناح بعوضة لأنها مليئة بسوء الظن، لذلك الله تعالى يوحي إلى موسى بن عمران يقول له ( اخلص العمل فإن الناقد بصير بصير ).

أعمالنا ما هي دوافعها ؟
دوافع أعمالنا مهمة، مسجد ضرار مثالاً ينزل جبريل ويأمر بهدمه وحرقه وتحويله لمحل للنفايات لأنه بُني من المنافقين لإثارة الفتنة فلم يبنَ على التقوى. مجموعة من اليهود كانوا عند الرسول وأسلموا على يده سألوه عن الخليفة بعده فنزلت الآية الشريفة ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )، ذهبوا للمسجد ووجدوا سائل فسأله الرسول عن ما إذا كان أحدًا أعطاه شيء، أشار إلى أمير المؤمنين فقد أعطاه وهو في حالة ركوع، إذًا أمير المؤمنين يدخل سائل للمسجد يجعل الله آية للولاية، آيات كثيرة لولاية أمير المؤمنين ولكن هذه الآية تكفي، ( إنما ) أداة حصر، إذا هو لا غير ثم يذكر الله ورسوله والجميع يتفق على أن ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) أنه علي بن أبي طالب عليه السلام، عندما ننظر للدافع الذي كان لدى أمير المؤمنين، الدافع هو مرضاة الله. يآتي آخر من المسلمين ويتصدق بستين خاتم القرآن ينزل قرآنًا في ذمه ( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى )، فالدافع كان مصلحة.

إنطلاقة الإنسان وعمله يبين حقيقته، في مجتمعنا حتى الرياء فلو صلى الإنسان صلاة بقصد لفت نظر الآخرين فإن الصلاة باطلة ولا بد من قضائها وكذلك كل عباداتنا حتى الصدقة إن كانت رياء فهي باطلة. أناس من بني أمية كان اندفاعهم الله قالوا ( أخير نفسي بين الجنة والنار والله لا اختار على الجنة شيئًا ) العالم الغربي يقول ( ما رأيت موقفًا في التاريخ كموقف الحر بن يزيد الرياحي ) رجل كان قائد منتصر حسب القوانين العسكرية كان دافعه الله، الحر بن يزيد الرياحي أعطاه الإمام الحسين صفة فقال فيه ( أنت حر كما سمتك أمك ) وله الآن مقام في كربلاء مما يدل على مكانته، وهب الرجل النصراني الذي كان دافعه الله، زهير بن القيم كان عثمانيًا جاء مع الحسين وكانت انطلاقته من أجل الله وليس الجاه والسلطة، من خرجوا مع الحسين من المدينة فاقوا الألف ولكن أين ذهبوا؟!! بقت الصفوة فقط.
الإنسان الذي يشعر بالتذبذب يوم مع أهل الحق ويوم مع أهل الشر، اندفاع الإنسان يؤثر في حياته، لو كان دافعنا الله في عملنا تعاملنا سيختلف مع الله وأهل البيت، نذهب للمسجد من أجل الله وإن قابلنا أصدقاؤنا هناك فلا بأس، نذهب للحسينية من أجل الحسين ثم لنا أغراض دنيوية كهدف ثاني، السيد العلوي خرج من البحرين مع قافلة من الزوار لزيارة الحسين، زاروا ثم أرادوا الرجوع، صاروا بعض من جماعته يستهزئون به ( الإستهزاء بالمؤمن حرام، المزح له حدود أيضًا، المزح باليد يؤدي للبغضاء، لا بأس بالمزح الخفيف، أي مزح يؤدي للإيذاء حرام ) سألوه حصلت أم لم تحصل الصك؟ أخبروه أنهم جميعًا حصلوا على الصك عداه وأخبروه بأن زيارته لم تكن مقبولة، ذهب مسرعًا للحسين عند الضريح صار يحدث الحسين ويسأله عن الصك وبكى وتوسل بالحسين، آنذاك أخذته غفوة فرأى الحسين يوزع صك قبول الزيارة فأعطاه الصك وصك آخر هو صك عتقه من النار يوم القيامة، أفاق من غفوته عند الضريح وإذا بالصك بين يديه، أخذ الصك بيده وجاء لمن معه فرحًا وأخبرهم بأنه حصل على صكين لا صك واحد فقط، صاروا يبكون جميعًا، عاد الرجل العلوي للبحرين وعُرف بـ ( عتيق الحسين ).

من اندفعوا مع الحسين وضحوا معه، من يذهب لزيارته، إن كان شرعي فبه ميزان، في الزيارة نقرأ (وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة)، الإمام الحسين قدم مهجته وروحه من أجل استنقاذنا من الجهل المستنقع، الإنسان دون أهل البيت لا يرى طريقه، إنطلاقة الحسين واندفاعه من أجل تخليص الناس وتوجيههم للخير والهداية، زائر الحسين له درجات، حديث الرسول مع عائشة عندما سألته في القضية المشهورة ( يقول من زاره له حجة،.... بل حجتان ....... بل ثلاث .................... بل تسعين حجة ) يقول حتى يصل إلى 90 حجة فسكتت عائشة ولو زادت لزاد الرسول. ماذا نفهم من هذا؟ الاندفاع للزيارة يؤثر في جزاء هذه الزيارة، البعض يذهب لكربلاء لأنه لم يذهب من قبل فله جزاءه، البعض يذهب لأن له أهل وأقارب في كربلاء، البعض يذهب لمواساة سيدتنا الزهراء عليها السلام فقط، الله تعالى يتباهى بزوار الحسين بجميع درجاتهم عند ملائكته كما يُباهي بالواقفين في عرفة، من يخرج من بلده بمجرد النية ملائكة السماء تستبشر،عند الوصول لكربلاء الملائكة تصافح زائر الحسين وتمسح وجهه، وهُنا التفاتة بأن الإخلاص في زيارة الحسين مطلوبة ولكن للجميع هذه الكرامة والمنزلة لأن الذهاب للحسين بأي علة غائية لها مكانتها عند الله تعالى. زائر هندي يأتي لكربلاء ويبقى فيها 6 أشهر ولكنه لا يدخل للصحن أو الضريح ( هُنا إشارة للإحترام والدخول للحسين بكل أدب والبقاء بطهارة ووضوء كما كان الإمام الصادق عندما اغتسل في الفرات ويذكر الله مع كل خطوة ) سأله أحد العلماء عن ذلك فأخبره أنه لا يتمكن من ذلك، حين تأتي صورة كربلاء والحسين على الرمضاء والخيل تدوس صدر الحسين وبنات الرسالة لا أستطيع الدخول، أمسكه أحد العلماء ودخل به إلى الصحن وهو يبكي قبل أن يصل شهق شهقة ومات. السيد رضا أحد أئمة الجماعة في النجف كان خارجًا مع أهله لزيارة الحسين مشوا مع قافلة وصلوا إلى النُخيلة، فقد أهله وتألم كثيرًا سأل أبا القافلة، أخبره بأنهم ربما ذهبوا مع القافلة الأخرى، دخل الغم في قلب السيد وقد كان لهم بيت في كربلاء يذهبون له كلما جاؤوا لزيارة الحسين عليه السلام، وصلوا وذهب للبيت وإذا بزوجته تفتح الباب سألهم عمّا جرى، أخبرته بأنهم لم يجدوه في النُخيلة، جاع الأطفال فأخرجت قدر من النحاس فتحته سقط الغطاء على القدر، أصدر صوتًا خافت الدابة فهربت، حاولت اللحاق بها فلم تتمكن، في البيداء صاروا ينادون ( يا أبا صالح المهدي ) وصارت تُنادي وأولادها الصغار ( يا صاحب الزمان )، ( يا ابن الزهراء ) وإذا بهم يرون رجل ذو هيبة ووقار، حتى الدابة هدأت، أخذ بأيدينا وأركبنا الدابة ودلنا بالطريق إلى كربلاء، سألته الزوجة عمّن يكون فأخبره أنه يأخذ بيد كل من يضيع في الطريق لزيارة الحسين ويدله الطريق.. صاحب الزمان مع الزوار ..

أشد ما يبكي صاحب الزمان بدل الدموع دمًا هو سبي عمته زينب من بلد إلى بلد ..

( مولاي يا صاحب العصر أدركنا .. فليس لنا ورد هنيئٌ ولا عيش لنا رغد .. طالت علينا ليالي الإنتظار فهل .. يا ابن الزكي لليل الإنتظار غدُ .. يا ابن الحسن .. يا ابن الحسن .. مولاي .. يا ابن الحسن .. يا ابن الحسن )

· جميع الأعمال العبادية لا بد من النية، حتى في النيابة، لو أعطاكَ شخص مال لأداء عمرة نيابة، فلا يجوز القيام بنيابتين أو أكثر من ذلك في آن واحد إلا لو كان العمل من تلقاء نفسك فلا إشكال في وجود اكثر من نية، يأتي رجل للإمام الصادق ويخبره أنه يذهب لزيارة الحسين عليه السلام وفي كل مرة يوصيه الكثير من أهل مدينته بالزيارة، قال له الإمام بأن ينوي زيارة واحدة. فهناك فرق بين العمل الواجب والعمل المستحب، لا يجوز أن نقوم بنية في صلاة القضاء مثلاً كأن نصلي مرة وننويها بأكثر، كل صلاة يجب أن تُقضى بصلاة، البعض يأتي برواية عن صلاة تُصلى عن قضاء لكل ما فات الإنسان من صلوات هذه الرواية غير موجودة وإن وُجدت فسندها غير صحيح، الواجب يُقضى كيفما لم يُصليها، وبحسب الترتيب، صلاة القضاء القصر تُصلى قصر والتمام تمام. 
· النية القلبية تكفي في ذكر الأعمال، لا يُشترط التلفظ بها، في الحج مستحب التلفظ ولكنه ليس واجب، أما في سائر العبادات والأعمال فليس هنالك حتى استحباب، الخطأ في التلفظ باللسان أيضًا لا يؤثر في العمل. 
· أي عمل من دون نية لا يُتقبل.

قانون التعويض*سلسلة لنقرأ الحسين ع _عبدالرضا معاش

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزًا عظيمًا


( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )

من القوانين الإلهية التي جعلها الله في عالم الوجود هو قانون التعويض، حيث لكل عمل يقوم به الإنسان في الجانب السلبي أو الإيجابي، يعوض الله هذا العمل. ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ) فالعطاء الإلهي يشمل كل البشر ولا يقتصر على المؤمنون فقط، النظام الإلهي المتكامل يُسمى بنظام التعويض.


سيرة مجموعة من الذين خلدهم التاريخ لأعمالهم، الإمام الباقر يقول: ( إن الله ليبغض العبد ويحب عمله ) لأن سلوك العبد غير سليم ولكن عمله محبب، كالإنسان غير المصلي الذي يساعد الناس، عمله جيد ولكن هو منبوذ عند الله، الله تبارك وتعالى أكرم جميع البشر، وهُنا رسالة لنا جميعًا لمن في الدائرة، العمل، الكلية، المدرسة، السوق، المجتمع، علينا أن لا نتعامل مع الناس على أساس الإيمان (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) أمير المؤمنين يقول: ( إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ).


كيف ومع من نتعايش؟


علينا أن لا نقتصر في دائرة ضيقة، نتعامل مع كل الناس، التاجر يبيع على الجميع، ثمة معايير عامة تحكم المجتمع والإنسان بما هو إنسان مُحترم عند الله تعالى وفق النظام الإلهي، بهذا التعايش لا تكون لدينا طائفية ولا مذهبية، الإمام أمير المؤمنين يأتيه رجل نصراني أو يهودي يمشي معه ويصل إلى مفترق طريقين إلى الكوفة ومدينة أخرى، سار معه الإمام لأن الإسلام علمنا كيف نودع من نمشي معه فكان ذلك سببًا في دخوله إلى الإسلام. هذا منطلق، اليوم لا بد أن لا تحكمنا العاطفة، الاحتقان الطائفي يدمر الأمة، أهل البيت عليهم السلام يعلموننا كيف نتعامل مع أعدائنا ونحن في هذا اليوم لا نعرف أن نتعامل مع من يشتركون معنا في المذهب! حاتم الطائي لم يكن مسلمًا، كان معروفًا بكرمه والإسلام يحب هذه الصفة، يُلقى حاتم في النار ولكن النار لا تُحرقه لكرمه. أنوشيروان الحاكم غير المسلم، يُلقى في النار ولكن لا يحترق بها لأنه كان عادلاً. ( عمل عامل منكم ) عمل وعامل نكرة، يعني الشمولية فالله لا يضيع أجر أحد، حتى لو 

قام أحد بعمل خير ولم يرَ أثره ماديًا، دخل رجل المجلس وأعطيته مكاني أليس لذلك أجر؟ الشيخ الطوسي يقول: كل من لم يذهب لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم القيامة يتمنى ويتحسر أنه زار الحسين وقتل عند الحسين ودفن عنده، بينما من يذهب للزيارة فإن الإمام يقول: ( المؤمن إذا أراد أن يخرج من كربلاء، رسول الله يُرسل ملكًا يقول لهذا الزائر أن رسول الله يسلم عليه ) رسول الله يشكر زوار الحسين. هل نرى نحن هذه الملائكة؟ لا نراه بعين البصر. ولكن عند الله في نظام التعويض الإلهي. هل يحتاج الحسين لزيارتنا؟ ملايين الملائكة عند أبي عبد الله الحسين غبرٌ شعثٌ فهو في غير حاجة لنا، ولكن من أجل دنيانا وآخرتنا، يزيد الله من منزلتنا ودرجاتنا، 
عندما نرى هذه المكانة للزائر للزائر مكانة خاصة عند رسول الله في عالم الدنيا، في منطقنا العادي عندما يوصل أحدهم سلام لك فهناك رسالة في هذا السلام، فما بالك أن يسلم عليك رسول الله ؟!! كم قيمة ذلك؟!! الله يعوضك في الدنيا والبرزخ والآخرة.
يأخذ الله من فرد بصره ولكن يعطيه قوة في السمع أكثر من الإنسان الطبيعي، من يأخذ الله منه قدمه يعطيه ذكاء خارق، كل إنسان يسلب الله منه نعمة يعوضها بأخرى. البلاء امتحان، نبي يهرب من قومه يلتجئ لنخلة، يقصون النخلة فيصبح النبي نصفين وهو حجة الله ! إذًا كل إنسان مُبتلى، مجتمعاتنا مريضة، إنسان تحل به مصائب متتالية لم يشمت به الآخرون ويتهمونه بأنه مُرتكِب عدد كبير من الذنوب؟ لم لا نواسيه؟ كيف نعالج مجتمعنا؟! الله تبارك وتعالى يأخذ ويعطي.


المتزوجون أو الخاطبون، الله جعل أنظمة في الحياة الدنيا وكل الأمور مرتبطة ببعضها، رسول الله يقول: ( لا تتزوج والقمر في العقرب ) ومن يتزوج لن يرى الحسنى، وهي حالة فلكية علينا النظر إليها، هناك أيام غير جيدة لعقد النطفة تسبب أمراض وتشوهات للجنين، ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) لماذا التشوه؟ خطأ من الوالدين إما في العقد الشرعي أو إنعقاد النطفة ( إنعقاد النطفة في أول الشهر أو نهايته أو تحت شجرة أو تحت الشمس غير جيد ). كتاب مكارم الأخلاق لا بد من الإطلاع عليه من قبل الزوج والزوجة للتعرف على هذه الأحكام. لو نظرنا إلى أي عمل يقوم به الإنسان فإن الله يعوضه، فكيف بأبي عبد الله الحسين؟!! هذا العطاء الرباني بهذا الحجم المهول الذي لم يستوعبه البشر، من يوزعون الطعام على المشاية ينحنون حين تقديمه يترجى الماشي أن يأخذ منه، حين وصول المشّاية للخيام ويغسلون أقدامهم يأخذون الماء للشفاء، أبا عبدالله أي مملكة وأي سلطة لديكَ ؟!! أحدهم يمشي بعكازين مع 

المشّاية ! لماذا أُعطي الحسين كل ذلك ؟ تعويضًا له ! المشي للحسين صياغة لشخصية الإنسان وترويض لنفسه فالمشي للحسين له كرامة ومنزلة، فليكن لكل واحد منّا نذر للمشي إلى الحسين في أي مناسبة. أحد مراجع النجف الأشرف كان يذهب مشيًا لكربلاء كل فجر خميس منذ كان صغيرًا، يأخذ عصا ويضع فوقها ماء وطعام ويمشي به إلى كربلاء دون دليل، إحدى المرات اقترحوا عليه ركوب وسيلة من وسائل المواصلات، كان يقول عندما لم أرَ شيء كنت أمشي، فكيف الآن وأنا رأيت؟ قال: عندما كنت أمشي، كان حرًا شديدًا اصابني العطش وما لدي كان ماء قليل، فتحت القارورة وإذا بها جافة، مشيت قليلاً وسقطت، وإذا بالله كشف لي وإذا بي أرى نفسي في حديقة نظرة يأتي علي نسيم هواء بارد، رأيت ناس هناك، سألتهم عن ذلك فقالوا: اذهب اشرب ماء الآن، كان الماء لذيذًا وملأ قارورة لديه ثم قالوا إليه: إن هذا المكان أعده الله لزوار الحسين الذين يذهبون مشيًا إلى كربلاء في البرزخ، كان يفكر في كلامه، هبت ريح حارة، هبت ريح حارة ولكن نظر إلى القارورة ممتلئة، لذا فإنه كان يخرج كل خميس فجرًا ويصل ليلاً يزور الحسين ويعود. الإمام الحسين 

عليه السلام الله أعطاه هذه المكانة وعوّضه لأن الحسين جاء بمجموعة قيم ( العلم والعبادة والرحمة والمعرفة ) القيم تؤثر في الإنسان، المسيحيون في العالم يعملون على صلب المسيح، لدينا نحن انها غير صحيحة. يقولون أن المسيح ضحى بنفسه وأنقذ العالم رحمة بالناس فصلبوه، الأمر غير حقيقي. دخلوا للعالم عبر فيلم آلام المسيح أكثر من 25 مليون دولار، فكيف بالحسين؟!! أين رحمة نبي الله عيسى من الإمام الحسين؟!! الإمام الحسين يتقدم له عدوه عطشان يقول لهم ( اسقوا القوم ) يمسك بيده ويسقي من يأتي ليقتله، هذه قيم الحسين عليه السلام. يبكي الحسين على أعدائه يوم عاشوراء.

أحبتنا الشباب، زيارة الحسين ومجالس الحسين ونهضة الحسين كلها لبناء الإنسان، مراكزنا التعليمية بحاجة للكثير، مجموعة من جامعات متعددة فتيات يتحدثن، دكتور في الجامعة لا يعطي درجة للبنت إلا ببيع الفتاة نفسها للشيطان، لا بد من التمايع وإعطائه رقم هاتفها؟!! أهذا هو علمنا ومعرفتنا وثقافتنا؟ أين الأمانة على أعراض الناس؟ هنيئًا للفتاة المؤمنة التي تتمسك بمبادئها ! لماذا الإستفزاز؟ جامعة بغداد بلا مسجد ! جامعة الكويت بها مسجد، البنت المتحجبة يتهمونها بالمتزمتة، الدين مُحارب، لماذا نعود للعلمانية والبعثية الأموية؟ شبابنا عليهم مسؤولية في عالم التقنية، اليوتيوب مثلاً لنشر فكر محمد وآل محمد. أوباما يعطي بيان على اليوتيوب، علموا العالم من هو الحسين ومن هم أهل البيت عليهم السلام. الفيسبوك وسيلة أخرى، ملايين من العالم يشتركون فيه، أكثر من نصف شباب العالم يتعاملون مع الفيسبوك، استخدموه لخدمة المذهب وبشتى اللغات بالإنجليزية بالفرنسية بالإسبانية ولا تحضروه على اللعب. البر والمخيمات حالة إيجابية للتعلم، مجموعة من المراهقين نربيهم في جو عبادي تعليمي في هذه المخيمات.


الحسين لم يخرج ظالمًا ولا بطرًا ولكن خرج من أجل الإصلاح في أمة جده، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، الآن الأمر بالمعروف منبوذ في الأمة، هذا عطاء الحسين، الحسين لا يريد منا شيئًا. كل شبابنا لديهم طاقة فليسخروها لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام، علينا أن لا نحصر تفكيرنا في العالم الثالث، تمتع بالحلال.
( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ما هي المودة؟ المودة هي المحبة والطاعة، كل فرد عليه أن يخدم في مجاله فالحسين عنده هذه القيم وهي لكل الناس، أهل البيت سر إلهي وهو ما يعلم به كل العالم، تفجيرات كربلاء وقضية الحسين تبقى معها الدماء، التكفيري بلا دين ولا مبدأ ولا قيم، قتلوا زوار الحسين في حرم الحسين، هؤلاء كلما زادوا حقدًا زاد الناس عشقًا، شكر وتقدير للجهود 

المباركة للأخوة في الروضة الحسينية المقدسة، والعمل المستمر. الحسين أعطى لنا قيمة، شخصيتنا تكون مختلفة حين نكون مع أهل البيت، الله أعطي أهل البيت هذه المكانة.


المستنصر بالله يدخل على ضريح الإمام الهادي والعسكري مع وزرائه، يرون الناس تقدم النذورات والهدايا ويدعون ويتوسلون، ذهب لقبور أجداده رآه خربة تسرح فيها الحيوانات المفترسة، أحد وزرائه طلب منه أن يرمم قبور أجداده فيقول لهم إنهم لا يأتون، هم يذهبون للإمامين لأن في ذلك سر إلهي.

سيد محمد سبع الدجيل إن الإمام الهادي كم من الناس تذهب إليه و تأخذ حاجاتها؟ كنت هناك في ذكرى استشهاد الإمام الحسن عليه السلام العام الماضي إمرأة لبنانية تأتي اسمها ( رائدة ) لم تكن تستطيع المشي جاءت وقالت ( يا وجيهًا عند الله اشفع لنا عند الله ) وطافت وحدها 3 مرات في ضريح سيد محمد سبع الدجيل.
هذا العام تشرفت بالذهاب إلى منطقة الطهمازية عند شريفة بنت الحسن الناس تلتف وتأخذ حوائجها منها. مقامات ومكانات وكرامات ومنزلة كبيرة لأهل البيت سلام الله عليهم. كل ذلك عطاء من الله.

الإمام الباقر عن أمير المؤمنين: ( كنا قد جلسنا وأرسلت لنا أم أيمن لبنًا وزبدًا فجاء رسول الله عندنا في ذلك اليوم وقدمناه له، ثم ذهب لزاوية في الدار وبدأ في الصلاة، في السجدة الأخير صار يبكي بكاءً شديدًا، هبنا رسول الله، ذهب إليه سيد الشهداء وجلس في حجره ) سأله عن الأمر فأخبره أن جبريل نزل عليه وأخبره عن مصارع أهل بيتهم، سأله الحسين عن الزوار، فأخبره عن زوار أهل البيت عليهم السلام وعناية رسول الله بزوار أهل البيت عليهم السلام.

· التقليد واجب على كل مكلف، العمل بلا تقليد باطل، يقلد الفتى أو الفتاة من يقلده أباه وأمه، ثم حين يكبر يسأل من أهل العلم وبإمكانه أن يغير مقلده. 
· لا يجوز تقليد الميت ابتداءً. 
· عند تقليد مرجع معين، عندما يتوفى عليه أن يرجع لمرجع آخر في مسألة البقاء على تقليده أم لا !

السنن الإلهية *لنقرأ الحسين _عبدالرضا معاش

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )



السنن الإلهية لا تقبل للتحويل أو التبديل، بمعنى أن الصفة ثابتة والمكان متغير، كل السنن الإلهية تخضع لهذا النظام الإلهي الذي لا يقبل التبديل أو التحويل لا في الموقع أو المكان ولا في الصفات، الدنيا قائمة على هذا النظام العام، ولكن الله جعل في هذا الكون مجموعة من الإستثناءات تواجه هذا النظام الإلهي، (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً )، القرآن جاء بمفردة (لن) وهي نفي للمستقبل، وهذه السنن الإلهية في الحاضر والماضي والمستقبل تتبدل، 

فهي ثابتة غير قابلة للتبديل أو التحويل. ولكن هنالك مجموعة من الإستثاءات جعلها الله في هذا النظام الإلهي الذي لا يقبل التبديل ولا التحويل.


الإمام الحسين هو استثناء، فقد جعل الله له هذا الإستثناء لماذا؟



لأن عطاء الإمام الحسين عليه السلام كان استثنائيًا يختلف عن الأنبياء والأولياء، التعامل مع سيد الشهداء جعله الله استثنائيًا. إبراهيم الخليل لو نظرنا لمسيرته لرأينا أن جزء من النظام الإلهي الإستثنائي عندما ألقي في النار، طبيعة النار حارقة، ولكن الله تعالى جعلها بردًا وسلامًا حيث غير الله النظام، سلب الإحراق من النار فجعلها بردًا وسلامًا، إبراهيم خاض إمتحانًا إلهيًا عسيرا حين جاء بابنته هاجر وابنه إسماعيل في وادي غير ذي زرع، فقالت له هاجر: إلى من تكلني في هذه البيداء؟ قال: أكلك إلى الله. هل نستطيع تطبيق ذلك في حياتنا؟. عندما رأى إبراهيم الخليل ( رؤياه وحي ) أن يذبح ابنه ذا الـ 13 عامًا بعد إنتظار طويل لهذا الإبن حيث لم يرزق به إلا وعمره 80 عامًا، ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )، هُنا إشارة أيضًا إلى الحوار التربوي والإبن نموذج والدايه، السيطرة على الشاب المراهق ( والمراهقة هي مرحلة تكوين الهوية حيث تفوق خطورتها مرحلة الشباب ) أمر ليس بالهين على الآباء والأمهات، ( إن شاء الله ) لا بد من ربط مشيئتان بمشيئة الله في كل الأمور، فالإبتلاء عظيم، جاء النبي بإبنه وبيده سكين، طلب منه ابنه أن يجعل وجهه على الأرض ويذبحه مرة واحدة ثم أن لا يكون دمًا على قميصه من أجل مشاعر أمه، في الآن نفسه الشيطان كان يحاول أن يوسوس لهاجر ونبي الله وابنهما، مرر النبي السكين على رقبة ابنه، أتى جبريل وقلب السكين، المرة الثانية تتكرر الحادثة نفسها، المرة الثالثة (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) الأمر ليس بالهين مطلقًا، فالبشر اليوم بمصيبة واحدة يخرج عن الطريق! ولأن نبي الله إبراهيم نجح في الإمتحان أعطاه الله منزلة الإمامة وهي منزلة تفوق النبوة ، من هو الذبح العظيم؟ 



البعض يقول أنهم جاؤوا بشاة عظيمة من الجنة، ولكن الروايات تشير أن هذا الذبح العظيم هو الحسين عليه السلام، الحسين ذهب إلى نهاية الإمتحان وجرت عليه المصيبة، الإمام زين العابدين يقول: (ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلاَّ وذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء إلى خباء، والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين).

مصيبة الحسين أعظم أم مصيبة إبراهيم؟


إبراهيم أراد أن يذبح ابنه في سبيل الله ولكن علي الأكبر الذي كان أشبه الناس خَلقًا وخُلقًا ومنطقًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إليه الحسين مقطعًا إربًا إربا، نظر الحسين إلى ابنه الرضيع وهو يذبح من الوريد إلى الوريد، العباس عندما ذهب الحسين انحنى مرتين على الأرض لأنه يحمل كفي أبي الفضل العباس كافل زينب ورآه مقطع الكفين والسهم نابت في عينه، أصحاب الإمام والقاسم كذلك. الحسين وصل للنهاية، هذا الإهتمام طيلة أيام السنة لأن الإمام الحسين أعطى عطاء استثنياء، ولكن 


ماذا أعطينا لسيد الشهداء؟ حضرنا مجلس؟ البعض يحضر في عاشوراء فقط، أهؤلاء موالون؟ يرجون شفاعة الحسين؟ البعض لا يذكر أهل البيت إلا عند المصائب، البعض يحضر للمجلس من أجل البركة فقط القرآن للبركة والنور والإستخارة والعلاج ولكنه أُرسل للأمة لكي يكون كتاب حياة ونتعلم كيف نعيش في هذه الحياة، هكذا لا بد أن نتعامل مع الإمام الحسين عليه السلام بأنه للحياة بأكملها وليس للبركة فقط، لماذا نتعامل مع أهل البيت بشكل روتيني؟ ونلجأ لهم فقط في المصائب؟ نعم، هم أهل كرم وعطاء، زيارة الحسين عليه السلام علينا أن لا نكتفي منها، إمرأة كوفية تذهب للمدينة وتدخل على الإمام 

الصادق عليه السلام وتخبره أنها آتية لزيارة الشهداء ( شهداء أحد ) يقول لها الإمام: ( أمة الله تركت زيارة سيد الشهداء وجئت لزيارة الشهداء؟ ) هو يحثها على زيارة الحسين لأنها أعظم، ماذا تريد أن تعطي للحسين؟ الدموع؟ اللطم؟ أموال؟ السيد صالح الحلي يأتي ليقرأ مجلس عزاء ثم لا يُكمل ويذهب للنجف الأشرف، لأنه رأى الإمام الحسين عليه السلام في عالم الرؤيا يقول له: ( لا تقرأ عند هذا الشخص لأنه بخيل علينا ) فهو يعطي مواد رخيصة في مجلس الحسين والحسين ليس فقير فهو أغنى الأغنياء، على الواحد منا أن يشعر و يُشعر قلبه أنه مقصر في حق الإمام الحسين عليه السلام كي نقرأ الزيارة بمعرفة، أثناء مشيي لكربلاء كل واحد منهما بيده سبحة وهو يذكر الله في الطريق لكربلاء، أي قيمة لهذا 
العمل؟. الله تبارك وتعالى جعل الحسين وعظمه وجعله استثناء للسنن.



في الجانب التشريعي هناك استثناء، الجزع مكروه في الروايات والأخبار ولكن الجزع بل الهلع على الحسين مستحب ومطلوب ( الإمام السجاد كان يجود بنفسه بعد قتل الحسين ) عندما جاءت له زينب وتقول له ( أراك تجود بنفسك ) يقول لها ( أنظر لأبي الحسين ولا أهجع ولا أهلع ). لبس السواد في الصلاة مكروه إلا على الحسين لبسه في الصلاة يصبح مستحب.



في الجانب الطبيعي والتكويني، أكل التراب شرعًا حرام وعند أهل الطب مضر للجسد، ولكن تربة الحسين شفاء ودواء وأمان ( اجعلها معك في كل مكان، قانون في الأمم المتحدة حرية الأديان، في أي مكان ضع التربة وصل عليها ) الرواية يرويها الإمام الصادق عليه السلام في كامل الزيارات ( إن الله جعل تربة الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمانًا من كل خوف فإذا أخذها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليضعها على سائر جسده ويقرأ هذا الدعاء " اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها وثوى فيها وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء وبرءًا من كل مرض ونجاة من كل آفة وحرزًا من كل ما أخاف وأحذر "). ( طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر ) التربة الموجودة حتى 22 كم من القبر الشريف هي ضمن تربة الحرم الحسيني. دعاء للشيخ الصدوق عند أكل كمية قليلة من التربة: ( اللهم رب هذه التربة المباركة ورب الوصي الذي وارته صل على محمد وآل محمد واجعله علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل داء) هذه التربة شفاء وأمان وعلم ورزق. أحدهم يسأل الإمام الصادق: ( قد عرفت الشفاء من كل داء فكيف 


الأمان من كل خوف؟ قال إذا خفت سلطانًا أو غير ذلك فلا تخرج من منزلك إلا ومعك طين قبر الحسين وقل: ( اللهم إن هذا طين قبر الحسين وليك وابن وليك اخذتها حرزًا مما أخاف ومما لا أخاف ) الرواية تقول: ( أن الإمام الرضا كان يجعل تربة الإمام الحسين ضمن أغراضه ) تربة أبي عبد الله الحسين فيها أسرار، فيزيائيًا تتكون التربة من 12 عنصر، أي عنصر الذي يسبب الشفاء أو الأمان أو غير ذلك؟ نكتفي بأنها تربة الحسين عليه السلام! المرجع الراحل البروجردي ( قبره بجانب السيدة المعصومة بقم ) كان يعاني من مرض شديد في عينه وكان يتألم منها، جاء معه مجموعة من المعزين على جباههم طين قبر الحسين، اقترب وأخذ من الطين ووضعه على عينه، في ذات الوقت لم يحس بألم وعاد بصره كما كان في شبابه، راجع الأطباء واجمعوا بأن لا مرض فيها وبقيت كذلك حتى رحيله من الدنيا. المرجع السيد محمد الشيرازي رضوان الله عليه كان في الكويت ذهبوا لفيلكة لافتتاح حسينية مع مجموعة من المؤمنين، جاءت رياح شديدة، بعض ممن معه قالوا ( تيقنّا بالموت ) أخرج السيد من جيبه تربة الحسين عليه السلام، ألقاها في البحر وإذا بالبحر يهدأ ببركة تربة الحسين عليه السلام. البحر يهدأ بتربة الحسين. أي تربة يا ابا عبدالله؟ ماذا قدمت لربك؟ إمرأة في عصر الإمام الصادق يحفرون لها القبر، كان القبر يقذفها 

من كثرة المعاصي والذنوب، ذهبوا للإمام الصادق قال: ( هذا من ذنوبها، لو حفرتم الدنيا لما تقبلتها الأرض، ضعوا تربة جدي الحسين، فإن الأرض تهدأ ) وهكذا فعلوا. أحد العلماء جاء عن طريق البصرة لكربلاء، ركب القطار، جلس على الأرض لكثرة الناس، أخذ من التراب العالف بقدم الزوار ووضعه على عينه، وصل لكربلاء يقرأ الزيارة ثم تذكر أنه يقرأ بلا نظارة، وطين قدم زوار الحسين أرجع له بصره قويًا.
الاستثناء الاجتماعي، العالم بأسره يهيج للحسين في كل مكان، مؤمن في الغرب كان عنده صديق بوذي لطالما حدثه عن الإسلام فلم يسلم، جاء يومًا يسأله عن الحسين وقصته، ذكر له قصته، حزن وبكى وأسلم. هذا عطاء سيد الشهداء، ثلث زيارة عاشوراء لعن ( واللعن دعاء ) و100 مرة ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ) لا بأس بقراءتها مرة واحدة، أصحاب الحوائج 40 يوم زيارة عاشوراء بقراءة اللعن والسلام 100 مرة قبل نهاية الـ 40 يوم تُقضى الحاجة إن شاء الله، أحد المؤمنين كان ابنه مشلول قرأ الختمة وإذا باليوم العشرين يشفى إبنه. اللعن هو تبري (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) التبري من أعداء الله ثم التولي لأولياء الله. ( لا إله إلا الله ) لم أتجرد من قيمي من أجل الآخر وأتخلى عن اللعن؟ كثير من آيات القرآن فيها لعن ( ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )، المشي على الجمر والنار طبيعتها حارقة، يمشون عليه الناس ولا يحسون بشيء، يقومون بذلك مواساة لبنات رسول الله صلى الله عليه وآله، مواساة لزينب وسكينة ورقية وأيتام الحسين. الشيخ عبد الزهراء الكعبي كان يدخل إلى النار ويمشي بجواريبه ويهتف يا حسين يا حسين يا حسين ويدخل إلى النار ولا يحترق.

أبا عبد الله ماذا صنعت للعالم؟ هل هناك من يستطيع أن يوفي حق الحسين؟ ولكن جاءت إمرأة قدمت أربعة من أولادها ولم تسأل عنهم بل سألت عن الحسين !

بالله استعدي للبواجي يا أم البنين

· كيفية صلاة جعفر الطيار:


تبدأ بالنيّة فتقصد بقلبك أنّك تصلّي مثل صلاة جعفر بن أبي طالب ، تعبد الله جلّ جلاله بذلك لأنّه أهل للعبادة ، ثم تكبّر تكبيرة الإحرام ، وتقرأ الحمد وسورة إذا زلزلت الأرض زلزالها ، ثمّ تقول وأنت قائم :سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله واللّه أكبر خمس عشرة مرّة، ثمّ تركع وتقول هذا التسبيح في ركوعك عشر مرات، ثمّ ترفع رأسك من الركوع وتقوله عشراً، ثم تسجد وتقوله في سجودك عشراً، ثمّ ترفع رأسك من السجود وتجلس وتقوله في حال جلوسك عشراً، ثمّ تسجد السجدة الثانية وتقوله فيها عشراً ، ثمّ ترفع رأسك وتجلس، وتقوله في حال جلوسك عشراً،


ثم تقوم فتقرأ الحمد وسورة والعاديات، ثمّ تقول هذا التسبيح في هذه الركعة الثانية كما قلته في الأولى، وفي مواضعه التي ذكرناها.فإذا فرغت منه بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الثانية فتشهد الشهادتين ، وتصلي على النبي صلى الله عليه واله ، ثمّ تسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ، ثمّ تقوم إلى الركعتين الأخيرتين من صلاة جعفر ، فتنوي بقلبك كما ذكرناه ،


ثمّ تكبر تكبيرة الإحرام، وتقرأ الحمد وسورة إذا جاء نصر الله والفتح، وتقول التسبيح في هذه الركعة الثالثة في عدده ومواضعه، كما ذكرناه في الركعة الأولى .فإذا فرغت من هذه الركعة الثالثة، فقم إلى الركعة الرابعة، واقرأ الحمد وسورة قل هو الله أحد، وقل التسبيح المذكور في هذه الركعة الرابعة في عدده ومواضعه، كما ذكرناه في الركعة الأولى.فإذا فرغت من التسبيح بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الرابعة، فتشهّد وصلِّ على النبيّ واله صلوات اللهّ عليه ، وسبّح تسبيح الزهراء عليها السلام. وأما تعقيبها، فنذكر ما وعدنا به من الرواية الجليلة ووعودها الجميلة: روى المفضّل بن عمر قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يصلّي صلاة جعفر عليه السلام ، فرفع يديه ودعا بهذا الدعاء: "يا ربِّ يا ربِّ حتى انقطع النفس، يا ربّاه يا ربّاه حتى انقطع النفس، ربِّ ربِّ حتى انقطع النفس، يا الله يا الله حتى انقطع النفس، يا حيّ يا حيّ حتى انقطع النفس يا رحيم يا رحيم حتى انقطع النفس، يا رحمن يا رحمن حتى انقطع النفس سبع مرات، يا أرحم الراحمين سبع مرات"

يروى أن الإمام الصادق كان يصليها وهي الإكسير الأعظم