الخميس، 25 سبتمبر 2014

لنقرأ الحسين ع _ عبد الرضا معاش 1432



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين


(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم)

العلم الإلهي إنما يتدرج بصورة عمودية من الله إلى البشر ، فعلم الله يصدر بصورة تدريجية من الله إلى الملائكة المختصين ثم إلى الأنبياء إلى الأوصياء وهكذا إلى البشر .. ما من علم إلا وهو صادر من الله وليس  من الإنسان ( الذبذبة في الهواء قد لا يتمكن من يعملون في الإتصالات من الحصول عليها ولكن المخترع والمكتشف يمكنه ذلك لما يملكه من العلم ) الأمر الذي لا يعني أن هذا العلم قبل أن يجده المكتشف أو المخترع كان منعدمًا بل أنه كان موجودًا لدى الله تعالى أوصله للملائكة ثم وصل إلينا تدريجيًا ، هناك أوعية للعلوم ، العلم الذي يصدر من الله تعالى قد لا يجد وعاءً يستوعبه فيعود إلى الله تعالى ، فبعض العلوم قد لا يستوعبها إلا النبي فتقتصر عليه ، بعضها على النبي والوصي فلا تصل لنا .. وهكذا .. فالقدرة على العلم مختلفة نجد ذلك عندما يأتي الراوي فيسأل الإمام فيرد عليه الإمام عليه السلام ( الله أعلم ) الأمر الذي لا يعني أنه لا يعلم ولكن السائل ليس لديه القدرة لاستقبال المعلومة فتبقى المعلومة لدى الإمام لذا نجد أن كثير من العلوم الصادرة من الله تعالى وحتى قابلياتنا نحن البشر متفاوتة حسب إمكانية ( قابل القابل ) ، فالإنسان إذا وصله أكثر مما يستوعب قد يفقد توازنه ( فكر الإنسان بحاجة للراحة في الجانب العلمي، فهناك من ذهب كثيرًا وراء العلم ففقد عقله ) ، ( رواد الفضاء عندما يذهبون للفضاء ، بعد عودتهم لمدة أشهر يحتاج لفحوصات حتى يعود لوضعه الطبيعي ، عندما تنعدم الجاذبية يختل توازنهم فيصابون بأمراض متعددة منها هشاشة العظام كما أن الغدد الصماء لا بد وأن تعود لوضعها الطبيعي لذلك فهم يحتاجون لمدة زمنية حتى يعودوا ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي مع الآخرين) ، ( الأشعة التي توجه إلينا، الهواء، كلها بنسبة معينة ، فأشعة الشمس تصل إلينا بنسبة معينة، إذا قلت تسبب لنا مشكلة وإذا زادت أيضًا تتسبب في مشكلة، فتثقب الأوزون الذي حدث في أستراليا ولد مشكلة كبيرة للعالم) التوازن في الإنسان هو الذي يجعل وظائف الجسد والقوانين الكونية تحكم الإنسان وفق هذا النظام فإذا تجاوز حده انقلب إلى ضده .

العلم الذي أعطي للإنسان محدود فإنه لا يتحمل كل شيء ، فالإمام علي عليه السلام يقول : ( هنا سفط العلم لو وجدت له أوعية ) وسفط العلم بمعنى الوعاء المعطر اي أن العلم موجود عند الإمام عليه السلام، ولكن الآخرين لا يملكون هذا الوعاء فكان يعطي من علمه إلى كميل بن زياد ، يأتي كميل إلى الإمام فيخبره بأنه لا يتحمل العلم الذي أعطاه إياه فيقول له الإمام إذهب إلى الصحراء أو إلى بئر واحك ما علمته لك ، جابر بن يزيد الجحفي كانت مكانته من الإمام الباقر عليه السلام كمكانة سلمان من رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وأعطاه الإمام الباقي 75000 من علوم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم لأنه يملك الوعاء والقدرة .

ما سبق هو مقدمة لتساؤولات مهمة :


هناك من يتهم شيعة أهل البيت عليهم السلام يقولون أن أهل البيت عليهم السلام لديهم علم الغيب ونحن نقول أن علم الغيب هو عند الله تعالى والله استودعه في محمد وآل محمد فالإمام الباقر عليه السلام يصرح ( لي علم الأولين والآخرين ولي علم قيام الساعة ) فعلوم أهل البيت التي جاءت من قبل الله (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) آصف بن برخية، عدد حروف الإسم الأعظم 73 حرف وكان لآصف حرف واحد قبل أن يرتد طرف سليمان جاء إليه بعرش بلقيس. النبي سليمان عليه السلام كان لديه حرف واحد من حروف الإسم الأعظم وكان له الطيور والإنس والجيوش . النبي عيسى لديه حرفان من الإسم الأعظم وكان يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والأبرص. سلمان المحمدي يملك الإسم الأعظم بأكمله والسبب في ذلك هو المربي والمعلم. ميثم التمار أينه من حبر الأمة " ابن عباس " الذي يعتبر تلميذ لدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يأتي ميثم التمار من الكوفة إلى المدينة فيخبره أن أمير المؤمنين عليه السلام علمه علوم القرآن فيعلم ذلك إلى ابن عباس، وعاء ميثم كان واسع .


رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعلم بما يجري على عمه حمزة، ابنته فاطمة، ابنه الحسين، موعد ظهور المهدي المنتظر ، ساعة قيام الساعة . إذا آصف بن برخية يعلم بحرف واحد ويقوم بنقل العرش فكيف بأمير المؤمنين عليه السلام الذي لديه علم بالكتاب ؟!! القرآن يقول ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء إلا بما شاء ) الإمام الجواد في بغداد يسأله رجل ( يقولون أنك تعرف وزن نهر دجلة ) التفت إليه الإمام وقال له (لو أراد الله أن يعطي هذا العلم إلى بعوضة هل يستطيع ذلك ؟) قال (نعم ) قال له (أنا أفضل من البعوضة ) الإمام الصادق عليه السلام يقول ( إن علم الإمام بالأرض كعلم أحدكم بالدرهم الذي بيده يقلبه كيف يشاء ) ( إن الله يستحي من عباده أن يأمرهم بإطاعة أحد منهم ويحجب عنه الغيب ) ( إن الإمام ليعلم بخفقات جناح كل بعوضة ) ، جابر بن عبدالله يدخل على الإمام الباقر فيطلب منه المال فيخبره الإمام بأنه لا يملك شيء، يأتي الكميت فينشد في أهل البيت شعرًا فطلب الإمام من الغلام أن يأتي له ببدرة – 10000 درهم – أنشد مرة ثانية وثالثة فأعطاه في كل مرة 10000 درهم ، التفت الكميت للإمام وقال له بأنه لم ينشد لأجل الدنيا فقال الإمام له : جزاك الله خيرًا ، وطلب من الغلام أن يرجع الأموال إلى الدار ، يتساءل جابر ! فيخبره الإمام بأن لا شيء لديه ويطلب منه أن يدخل للدار ، يدخل فلا يجد شيئًا ، ضرب الإمام بقدمه على الأرض فخرج عنق كعنق البعير من ذهب ، فقال الإمام : لو أردنا ملكنا الدنيا وما فيها ولكن زهدنا بالدنيا ، إن الله منحنا ذلك) ، أهم عاملين لوصول الشيطان للإنسان المرأة والغضب فالغضب إن أطلقته دمرك، علماء النفس يعطون مساحة كبيرة للغضب في دراساتهم ) ( يأتي أبو حبيب الكناني للإمام الباقر عليه السلام فتفتح له الباب جارية فيشير على صدرها ويسأل عن الإمام، يقول له الإمام : لا أم لك ، ادخل ! التفت له الإمام فقال له : لو منع الجدار بيني وبينك فما الفرق بيننا وبينكم ؟) ( يذهب أحدهم للإمام الباقر عليه السلام، كان يعلم القرآن لجارية فيمازحها، عاتبه الإمام على ذلك ، استغرب الرجل ! فأخبره الإمام بأنه اطلع على ذلك يوم الخميس في صحيفة أعماله، سأله كيف كان يمازحها فستر وجهه حياءً)

الإختلاط اليوم لا يوجد له حل، الاختلاط في كل مكان ، في الدوائر الحكومية اختلاط، عندما تخرج المواكب الحسينية بلا حياء وبلا خجل يجلسن الفتيات ويقف الشباب أمامهم حتى منتصف الليل وما هي إلا سهام في صدر الحسين( يرى أحدهم الإمام الرضا بثلاثة سهام فيسأله عن مصدرها فيخبره الإمام أنها بسببه : كل نظرة لإمرأة بسهم ) ، البعض يصطاد في الماء العكر ويحاول تلويث الأجواء الروحانية، دور الأخ فعّال في توجيه الأخت ، حافظوا على الروح الإيمانية. الفتاة المؤمنة قوية في كل مكان وكذلك الشاب المؤمن . حبّابة الوالدية تقول ( نظرت إلى الإمام الباقر بين الباب والحجر يسألون الإمام 1000 مسألة في مكان واحد ) ( الإمام الجواد في مجلس واحد يجيب عن 30000 مسألة وهو في عمر 10 سنوات) ( الراوي يروي بأنه دخل على الإمام الباقر فسأله 30000 مسألة وعلى الإمام الصادق فسأله 16000 مسألة) هذه علوم أهل البيت عليهم السلام، لديهم هذا المستودع . رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعلم بما يجري على ابنته الزهراء وهي تعلم وأمير المؤمنين يعلم بقتله وسبي نسائه والإمام الحسين كذلك يعلم يُسأل عن ذلك فيقول ( شاء الله أن يراني قتيلا، ويراهن سبايا ) ( كأني بأوصالي هذه تقطعها عزلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) عُزلان بمعنى ذئاب والذئب دنيء في طبعه والفلوات هي الصحراء بمعنى أن بني أمية هم ذئاب الصحراء . جاء الملائكة فاشتركت في معركة بدر فسمح لها بالقتال، جاءت الملائكة لكربلاء فلم يسمح لها الإمام عليه السلام بالقتال، وفي رواية أخرى أنها جاءت متأخرة . فدم الحسين لا بد أن يُراق ليبقَ الدين . الإمام الحسين عليه السلام لديه العلم والمعرفة حتى يصل إلى ( السلام عليك يا وارث أدم صفوة الله . السلام عليك يا وارث نوح نبي الله . السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله . السلام عليك يا وارث موسى كليم الله . السلام عليك يا وارث عيسى روح الله .السلام عليك يا وارث محمد حبيـب الله. ) الحسين إفضل من الأنبياء جميعًا ما عدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو أخذ صفاتهم جميعًا ، نوح وما صنعه بالسفينة الحسين قادر عليه، عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله والحسين يحيي الموتى بإذن الله ، موسى يكلم الله والحسين بإذن الله يصل إلى هذه المرحلة لذلك رفع الله الحسين عليه السلام وهذا الهيجان في العالم فيقول الإمام الرضا عليه السلام : إذا دخل كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام.فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه) وكذلك كان طيلة أيام السنة عندما يُذكر الحسين عليه فإنه لا يبتسم في ذلك اليوم .. فهل نستطيع أن نكون في هذه الفترة في حالة حزن ؟ علينا أن ننصر الحسين بشتى الوسائل .. 
أهل البيت عليهم السلام والإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الناحية عندما يخاطب جسد الحسين، شيبته، دماءه ويقول ( لأندبنك صباحًا ومساءا ولأبكين عليك بدل الدموع دما ) ، الإمام الرضا يقول : ( إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا ) الإمام الباقر عليه السلام يقول ( من بكى على جدي الحسين ولو مقدار جناح بعوضة غفر الله ذنوبه) هي الدموع تطهير للروح .

أعلى النموذج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق