الخميس، 28 نوفمبر 2013

محاضرة حول ((اكمل الايمان))_سيد صادق الشيرازي

يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه في دعاء مكارم الأخلاق:
« اللهم صل على محمد وآله، وبلِّغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانتهِ بنيّتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال »

هذا الدعاء المعروف بدعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين علي بن الحسين سلام الله عليهما مروي بطرق عدة، منها رواية الصحيفة السجادية وهي في النظر أصحّ الطرق. فمن رواة الصحيفة - ومنها هذا الدعاء- الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه رواها عن جده زين العابدين سلام الله عليه .

ويشتمل على مجموعة إرشادات نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها، ومن ثم فهو جدير بالحفظ وبالتأمل.
الصلاة على محمد وآله
يفتتح الإمام دعاءه بالصلاة على محمد وآله، بل يفتتح كل فقرة من فقرات الدعاء - وتبلغ عشرين فقرة - بالصلاة على محمد وآله، وربما كانت بعض الفقرات أكثر من بند واحد، حسب تعابير الإمام سلام الله عليه .

فمن المعروف أن من أسباب استجابة الدعاء أن يُفتتح بالصلاة على محمد وآله، ووردت بذلك روايات متواترة بين مختلف فرق المسلمين، فهذه الروايات ليست خاصة بنا نحن الشيعة، بل رواها غيرنا أيضاً، فعن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال: «كل دعاء محجوب عن الله تعالى حتى يصلى على محمد وأهل بيته» ([1])، وهذه حقيقة واقعية، كما أن هناك أموراً واقعية في هذا الكون نلمسها ونحسّ بها، بل هناك أمور واقعية نعرفها من دون لمس كالجاذبية مثلاً، فهي أمر واقعي في الكون لا نحسها بالحواس ولكننا ندركها إدراكاً.

فما المانع في أن يكون الله سبحانه وتعالى ربط بين إجابة الدعاء وبين الصلاة على أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟! والمظهِر لذلك ومقام إثباته - على حد تعبير العلماء - الروايات المصرّحة أن من أسباب إجابة الله تعالى للدعاء أن يُفتتح بالصلاة على محمد وآله.

إذن هذا تعليم لنا، من الإمام سلام الله عليه ، بل هو - في الوقت نفسه وقبل أن يكون تعليماً - عمل من الإمام بالواقع الذي يعلمه ويعرفه قبل أن نعرفه نحن، وبواسطته وعن طريق أهل البيت سلام الله عليهم عرفنا وتعلّمنا نحن هذه الحقائق.
الاستعانة بالله 
بعد الصلاة على محمد وآله ينتقل الإمام إلى مقام سؤال حوائجه من الله تعالى ويبدأها بهذه الكلمات الأربع: «بلّغ بإيماني أكمل الإيمان» أي أنت يا ربِّ صعِّدني؛ فإني من دون عونك لا أستطيع الصعود والبلوغ بإيماني أكمل الإيمان، لأني مثقل بالذنوب. إن مثلنا في هذا الطريق مثل الإنسان الذي يحمل أثقالاً كثيرة أو بدناً ثقيل الوزن، فهل يستطيع تسلّق الجبال أو القفز والوثوب أم تراه يهوي ويتحطم وسط الطريق؟ إننا مثقلون بالشهوات وهذه الشهوات أوجدت فينا أطناناً من الثقل، شئنا ذلك أم أبينا، والتفتنا إلى ذلك أم لم نلتفت. فقد يتأمل الإنسان فيلتفت إلى ثقل الشهوات، وقد لا يتأمل فلا يلتفت للأمر أصلاً. بيد أن الله سبحانه - للمصالح التي هو ارتآها وأرادها - أودع فينا هذه الشهوات وهي تثقلنا إن لم نستعن بالله تعالى، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.

فمهما كنت ذكياً وواعياً ونشطاً ومستوعباً لأطرافك وما يحيط بك ولحدود الأمور، فما ذا عساك أن تصنع بثقل الشهوات، وهو ثقل واقعي ومانع دون رقيّ الإنسان وصعوده إن لم يعنْه ربّه؛ قال تعالى: ﴿قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم﴾ ([2]).

ولهذا يعلّمنا الإمام في هذا الدعاء أن نطلب من الله تعالى أن يأخذ هو بأيدينا، فيقول سلام الله عليه : «اللهم بلِّغ بإيماني أكمل الإيمان».
نكتة أدبية
ههنا نكتة مهمة تتطلب المزيد من الالتفات، وهي أن لا يغفل الإنسان عن أن يصوغ الدعاء في لباس ووعاء جميل؛ فإن الإمام سلام الله عليه مع أنه يتكلم مع الله سبحانه وتعالى نراه لا يغفل عن جمال العبارة، بل ثمة في كلمات الإمام بحر من النكات الأدبية لسنا الآن بصدد الخوض فيها، ولكنا نشير إلى نقطة واحدة وهي التنوع في استعمال الألفاظ؛ فهو سلام الله عليه لم يقل مثلاً: «وبلِّغ بإيماني أكمل الإيمان وبيقيني أكمل اليقين وبنيتي إلى أكمل النيات وبعملي إلى أكمل الأعمال» بل أبدل الفعل في كلّ جملة كما أبدل صيغة التعبير عن الكمال، فاستعمل - سلام الله عليه - من الأفعال (بلّغ، اجعل، انته)، ومن صيغ التفضيل (أكمل، وأفضل، وأحسن) ولم يقتصر على «بلّغ» و «أكمل» في كلّ الجمل الأربع، مع أنه كان بإمكانه ذلك.

فبالإضافة إلى أنّ هناك واقعيات وراء هذه التعابير والألفاظ، فإن التغيير بنفسه تجميل للعبارة، وكما في الحديث: «إن الله جميل ويحب الجمال» ([3]) وهو سبحانه رزق البشر الجمال وحبّ الجمال، بل أودع الله تعالى في كل شيء الجمال، كما في بعض الروايات.

فمع أن الإمام سلام الله عليه في حالة دعاء وتضرّع ومناجاة مع الله تعالى ومع كونه في حالة سؤال وطلب من الربّ الجليل، وليس في حالة تكلّم معنا، نراه لم يغفل هذا الجانب، بل أولاه الأهمية اللازمة، فهو يغيّر التعبير ويقلّل من التكرار إلاّ لملاحظة، فلا كرَّر كلمة «بلغ» ولا كرر كلمة «الكمال» بل استعمل المترادفات مع ملاحظة الفروق الدقيقة بينها؛ الأمر الذي يدلّ على أن المطلوب من الإنسان الداعي أن يصبّ دعاءه في قوالب جميلة ثم يسأله من الله تعالى.

مع أن الإمام منصرف بكلّه إلى الله سبحانه وإلى معاني ما يقول، لم يغفل عن هذا الجانب أبداً؛ لأن الله يحبّ هذا الجانب، فهو تعالى يحبّ الجمال، وهذا نوع من الجمال.
الإنسان بحاجة إلى تسديد الله دائماً 
مهما بلغ الإنسان من المراتب العالية فهو بحاجة إلى عون الله تعالى وتسديده، ولا يستطيع أن يبلغ الكمال وحده؛ فحتى من توفّر على ملكة العدالة بأحوط معانيها أي خطا في مراتب القدس، واجتنب في مقام العمل كلَّ المحرمات وأتى بكلّ الواجبات عليه وكان عنده فوق ذلك كله ورع كامل، ليس قادراً على النهوض والارتقاء من دون أن يعينه الله على ذلك ويأخذ بيده؛ لأن الشهوات تثقله، وليس هو بمعزل عنها مادام بشراً.

قد ينجح المرء في كبح بعض شهواته، كالمرتاضين الذين يحقّقون ذلك ببعض الممارسات، ولكن ماذا يفعل الإنسان والشهوات كثيرة لا تحصى، إن استطاع أن يخفف من غلواء بعضها بالترويض والتمرين فإن هذا وحده لا يكون كفيلاً بكبح الشهوات الأخرى التي تثقله وتشّده إلى الأرض؛ وإليك مثالاً واحداً على تنوّع الشهوات وشدة ابتلاء الإنسان بها:

جاء في بعض الكتب الفقهية أن الرياء قد يكون بترك الرياء. وتوضيحه: أن الشخص قد يطيل ركوعه وسجوده ويحسن القراءة ويتظاهر بالخشوع بسبب وجود شخص آخر ملتفت إليه، وهذا هو الرياء المتعارف، ولكنه قد يعمد إلى خلاف ذلك إذا كان الناظر برأيه ذكياً يعرِف من حاله لو أطال وحسّن في ظاهر صلاته أنها ليست صلاته العادية وأنه يرائي فيها، فيأتي بصلاة عادية لكي يقول عنه الناظر إنه غير مراءٍ. وهذا هو المقصود من قولهم إنه رياء أيضاً وإن الرياء قد يكون في ترك الرياء، أي في ترك التظاهر بالخشوع وما أشبه.

أرأيت كيف أن الشهوات تحيط بنا من كل جانب؟!

والغريب أن أكثر الناس يفهمون هذه الأمور جيداً وإن لم يستطيعوا التعبير عنها بشكل جيد وكامل.
صيغة «فعِّل» ودلالتها على التدرّج 
ومن هنا نفهم طلب الإمام من الله تعالى كمال الإيمان، مضافاً إلى أن الإمام سلام الله عليه لم يستعمل كلمة «أكمل» أو «أبلغ» بل قال: «وبلِّغ». ومن الواضح أن هذه الصيغة يستفاد منها التدرج، مما يدلّ على أن الأمر لا يحصل دفعة واحدة كالقفز مثلاً بل شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً ، وإن كانت مراتب التدريج تختلف من شخص لآخر. فأهل جهنم لم يريدوا لأنفسهم الشقاء ولم يصبحوا كذلك دفعة واحدة بل انحدروا إليها قليلاً قليلاً، وكما قيل «الشرّ عادة والخير عادة».
أكمل الإيمان 
روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «إذا صعدت روح المؤمن إلى السماء تعجبت الملائكة وقالت: عجباً كيف نجا من دار فسد فيها خيارنا؟» ([4]).

وهذا معناه أن المؤمن عملة نادرة. فالفرد يحاول أن يصبح إنساناً جيداً ولكنه لا يستطيع، وليس ذلك لضعفٍ في العطاء من الله تعالى، بل لتقصير من جانب الإنسان. فإن الشهوات تبلغ من الكثرة والقوة ما تتطلب جهداً إضافياً للسيطرة عليها. ونيل المعنويات والتغلب على الشهوات يتطلبان دائماً قوة أكثر وعزماً أكبر من المطلوب لنيل الشهوات، ولذلك ترى الناس عادة ما يبلغون شهواتهم أكثر مما يبلغون المعنويات. فلا خلاف في صعوبة المعنويات ولا خلاف أنه كلما أراد الإنسان أن يحتلّ مساحة أوسع من المعنويات كما هو الحال في الماديات كلّفه جهداً أكبر. فمعلوم أن كلفة شراء بيت سعته ألف متر مثلاً، أكثر من شراء بيت لا يسع أكثر من مائة متر. ناهيك عن حاجته إلى فرش أكثر، وكون تنظيفه يستغرق وقتاً أطول، إضافة إلى مستلزمات أكثر في كلّ المجالات مثل التنوير والتدفئة والتبريد. وهكذا الحال في المعنويات حيث إن الماديات تثقل الإنسان، وتجرّه نحوها كالمغناطيس الذي يجذب نحوه الحديد.

وإذا عرفنا أنّ الشهوات والماديات المحيطة بالإنسان كثيرة،أدركنا كثرة المغريات التي تجذب الإنسان وتحول دون ارتقائه سلّم المعنويات. ولهذا نرى الناس ﴿يومئذ﴾ أي يوم القيامة ﴿يتفرقون﴾ ([5]) . أو كما عبرت عن هذا الاختلاف آية أخرى في قوله تعالى ﴿هم درجات عند الله﴾ ([6]) .

يروى أن المؤمنين ينظر بعضهم إلى بعض يوم القيامة فيقول بعضهم إن فلاناً كان قريباً مني ومن مجلسي في الدنيا ولكني الآن أراه كالنجم بعيداً عني، فيقال له: إن هذا خلص في إيمانه أكثر منك فحصل على هذا الموقع.

إنه لربح عظيم أن يبلّغ الله بإيماننا أكمل الإيمان ولو لساعة قبل الموت مهما طال بنا العمر. وما أفدح خسارتنا إن لم نحصل على ذلك!
قصة الميرداماد 
كانت بنت الأمير - في إحدى المقاطعات الإيرانية - عائدة إلى بيتها في وقت متأخر نسبياً في ليلة شتائية باردة، عندها صادفت في طريقها مدرسة دينية، ففكّرت أن تلجأ إليها حتى الصباح، طلباً للأمان - فربما ضلّت الطريق أو تفرقت عنها صاحباتها وربما كانت مضطربة بسبب أوضاع خاصة - ولم يكن في المدرسة في تلك الليلة إلا طالب علم أعزب ينام في إحدى الغرف وحيداً فريداً.

طرقت الفتاة الباب وفوجئ الطالب بشابّة تطلب اللجوء حتى الصباح عنده وهي مطمئنة إليه لكونه طالباً في مدرسة دينية.

وهذا يكشف عن عظم مسؤولية علماء الدين وطلبة العلوم الدينية، لأن الناس يضعون فيهم كامل ثقتهم ولا يحتملون صدور الخطيئة منهم.

أدخلها الطالب حجرته الوحيدة ونامت آمنة مطمئنة حتى الصباح، ثم غادرت إلى بيت أبيها الأمير. وعندما سألها عن مكان مبيتها البارحة حكت له القصة. فشكّ الأمير وأرسل خلف طالب العلم ليحقق معه، وتبيّن له بعد ذلك أن هذا الطالب منعه تقواه من أن يتكلم معها فضلاً عن أن يدنو منها أو يقوم بلمسها!

وعندما أراد الأمير أن يشكر الطالب اكتشف أن إحدى أصابعه محروقة حديثاً فسأله عن السبب فقال: تعلم أني شاب وأعزب واتفق أن نامت في غرفتي ابنتك وهي امرأة شابة ولم يكن معنا أحد غيرنا، فأخذ الشيطان يوسوس لي، فخفت أن أفشل في مقاومته، فكانت في غرفتي شعلة نفطية، فبدأت أقرّب إصبعي من النار كلّما وسوس لي الشيطان (وقديماً قيل: والجرح يُسكنه الذي هو آلم) فصرتُ أسكّن ألم الشهوة بألم الاحتراق وبقيت هكذا إلى الصباح حتى نجّاني الله من الوقوع في فخّ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.

وعندما سمعت الفتاة ذلك قالت: هو كذلك، لأني كنت أشمّ رائحة شواء، ولم أكن أعلم أن هذا المسكين إنما يشوي إصبعه! 

وقيل: إن الأمير زوّجها إياه بعد ذلك لما رأى من جلده وتقواه. وإنه أحد علمائنا الأعلام وهو المعروف بـ «ميرداماد» أي صهر الأمير.
الشيخ الأنصاري والشيخ خنفر رحمهما الله 
هذه القصة موجودة في «أعيان الشيعة» وفي «أعلام الشيعة»، وتعود إلى أيام الشيخ الأنصاري (رحمه الله) أي إلى ما قبل زهاء مائة وأربعين سنة. وكان الشيخ الأنصاري طالب علم مثلنا ثم أصبح مدرساً فمرجعاً عاماً للتقليد يرجع إليه الملايين من المسلمين، وعندما مات لم تزد تركته على السبعين توماناً مع أنه كان عنده زوجة وأطفال وكانت أمه تعيش معه، كما كانت تأتيه الضيوف، فلم يكن يوم مات طالب علم عادي بل كان مرجعاً تجبى إليه الأموال الكثيرة جداً. وكانت عمدة الأموال يومذاك الذهب والفضة وكانت تجبى له بالأكياس الكبيرة (ال?واني باللهجة العراقية). وكان هناك عالم اسمه الشيخ محسن خنفر وكان أكبر سناً من الشيخ الأنصاري وإن كان أقلّ منه علماً، فمرض أخريات أيام حياته وبقي في البيت، وأُخبر الشيخ الأنصاري بأن الشيخ خنفر محتاج إلى المال فأرسل له بكيس من الذهب لكي يأخذ حاجته منه، ولكن الشيخ خنفر لم يأخذ أكثر من دينار وثلاثة أرباع الدينار أي مثقالاً من الذهب وثلاثة أرباع المثقال، وأرجع الباقي وقال: أبلغوا شكري للشيخ مرتضى وأخبروه أنني أخذت كفايتي. وتوفي الشيخ خنفر بعد مدة وجيزة وتبيّن أن ما أخذه كان بمقدار حاجته لما تبقّى من حياته.

فإذا كانت كل تلك الأموال الضخمة ترد الشيخ الأنصاري ولكنه لم يترك أكثر من سبعين توماناً، فإن هذا يعني أن الشيخ قد ارتقى درجات من أكمل الإيمان. وهذا يتطلب عملاً كثيراً وتوكلاً على الله تعالى، لأن المغريات والشهوات ليست بالقليلة، فهناك شهوة النساء والجنس وشهوة المال والجمع وشهوة الرئاسة والحكم وشهوة التفوق والظهور، وشهوة الكلام والتظاهر بالعلم. نعم، قد يجب على الإنسان أحياناً أن يُظهر علمه ولا يجوز له السكوت كما «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سُلب نور الإيمان»([7]) ولا كلام في هذا، ولكن ما أكثر الحالات التي ليس هناك وجوب ولكن الفرد لا يستطيع أن يملك نفسه عن التحدث رغبة في إظهار ما يملك من معلومات؟!

إذن فلنتوجه إلى الله ونطلب منه أن يبلّغ بإيماننا أكمل الإيمان، ولنا في العلماء والأتقياء خير عبرة؛ فإنهم لم يبلغوا تلك المرتبة الرفيعة دفعة واحدة ومنذ اليوم الأول من حياتهم بل طلبوا أن يبلّغ الله بإيمانهم أكمل الإيمان، وأعانهم الله تعالى وأخذ بيدهم، وهو سبحانه باسط اليدين بالعطية ([8]) .

فإذا كان الله لا يمنعنا عطاءه، وإذا كان خلقنا ليرحمنا، لا ليمنعنا، فلماذا لا نسعى ونهتمّ قليلاً ثم نضاعف سعينا لكي يشملنا فيض الله تعالى ونكون من الذين بلّغ بإيمانهم أكمل الإيمان. وأول شروط الإيمان الكامل هو الالتزام بالواجبات والمحرمات. وهناك درجات عليا فوق هذه الدرجة.
تعلم علوم أهل البيت سلام الله عليهم أول الواجبات
 كان عبد السلام بن صالح الهروي - نسبة إلى هراة من مدن أفغانستان - المعروف بأبي الصلت، خادم الإمام الرضا سلام الله عليه ومن الرواة الثقات حتى لقد وثّقه عامة رجاليي الشيعة، يقول (أبو الصلت): سألت الإمام الرضا سلام الله عليه كيف يحيي أمركم؟ فقال عليه السلام: «يتعلم علومنا ويعلّمها الناس» .([9]) وهذا الكلام موجّه بالدرجة الأساس لنا نحن أهل العلم. وإذا كان يقول علماء اللغة والأدب باتفاق إن الجمع المضاف يفيد العموم فيكون المعنى: «يتعلم كل علومنا».

فإذا قلنا إن هذا واجب كفائي، ولا يوجد اليوم من يعلم كلّ علوم أهل البيت، فهذا يعني أن كل من تتوفر فيه الشروط والاستطاعة فعليه واجب عيني بتعلّم كل علوم أهل البيت ليعلّمها الناس. فإذا تعلّمنا نحن - أهل العلم - كل علوم أهل البيت وعلّمناها الناس اهتدى الناس بأهل البيت إلى أهل البيت سلام الله عليهم.

يُذكر أن "شريف العلماء" أستاذ الشيخ الأنصاري قد أدرك السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله عليه. وكان يحضر درسه أكثر من ألف طالب. لدي مخطوطة فيها تقرير لبعض دروسه حيث ينقل فيها - بمناسبة بحث علمي في الأصول - مناقشة السيد مهدي بحر العلوم مع بعض علماء اليهود والنصارى وخضوعهم له. فإذا لم يكن عند السيد بحر العلوم علوم أهل البيت سلام الله عليهم فهل كان يتمكن أن يناقش علماء اليهود والنصارى ويفحمهم.

فلنقتدِ بأهل البيت سلام الله عليهم ولنقتفِ آثارهم ولنعمل بالواجبات وأهمّها تعلّم علوم أهل البيت وتعليمها للناس؛ عسى الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ببركة أهل البيت إلى درجات الكمال.

أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في ذلك لي ولكم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
==========
ألقيت هذه المحاضرة في 10 ذي القعدة 1420 هـ.
[1]) نقله عن النبي صلّى الله عليه وآله جمهرة من علماء العامة، منهم السيوطي في الجامع الصغير، ج1، ص 656 الحديث 4266، والمتقي الهندي في كنز العمال، ج2، ص78، الحديث 3215 وغيرهما .
([2]) الفرقان، الآية 77 .
([3]) الكافي: 6 / 438 ، باب التجمل وإظهار النعمة.
([4]) غرر الحكم، ص143 ح 2555، ص 142 في ذمّ الدنيا.
([5]) الروم، الآية 14 .
([6]) آل عمران، الآية 163.
([7]) وسائل الشيعة: 16/ 271.

([8]) إن هذه الكلمات قد عبّرت عن كرم الله تعالى بما لم أره في غيرها من الكلمات. فإن اليد رمز القدرة عند الإنسان، ففيها قدرته البدنية في الأخذ والعطاء والقبض والمنع، والأدعية والخطابات الدينية لما كانت موجّهة للبشر فهي تراعي وتحاكي حالاتهم وأفهامهم؛ فكأن المعنى أن كلّ قدرة الله تعالى هي في الإعطاء. ولا شك أن المراد هو المعنى المجازي، وكما قيل عن المعاني بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى: «خذ الغايات واترك المباني». فهذا العنوان باعتباره مبدأً ليس بصحيح ولكنه كناية ويراد منه المعنى المجازي.
ألا ترى أن الله تعالى يقول لرسوله الكريم ولنا جميعاً في كتابه العزيز: ﴿ولا تبسطها كل البسط﴾ (الإسراء، الآية 29) فهو ينهانا أن نبسط يداً واحدة منا كل البسط، ولكنه سبحانه باسط اليدين كليهما بالعطية. وهذا يدعونا لأن نتأمل قليلاً في الأدعية. (منه حفظه الله).

([9]) عيون أخبار الرضا : 1 / 317

السبت، 9 نوفمبر 2013

الشباب وتغذيتهم _حسين الحكيم

الشباب بطبيعتهم حماس ومشاعر و تدفق وقوة وفتوة وطموحات وامال عريضة ومحاولة لاثبات الذات وتمام الشخية
والشاب يمكن ان ياخذ من مدرسة الحسين في كربلا ما لا ياخذه غيرة
فالنركز اليوم على هذا اليوم ونحاول ان ناخذ شيئا مما يمكن ان ينفع الشباب
لانهم احبابنا وامتدادنا وقرة اعيننا
نحن لنفرح عندما نرى مجلس الحسين اكثره شباب
مشكلة الشباب انه الدين عندما يقول ان هذا واجب وهذا حرام و العرف والتقاليد المبينه على الدين تقول هذا عيب وهذا صح وهذا خطأ
الشاب بطبيعته لدية روح وحماس وتحرر لا يريد التغير والتقيد
لكن هو يجد انه ما يحقق له اهدافه و يغني روحه وطموحه
واذا لم تتحقق تنكسر نفسيته و يصبح لديه احباط لانه طري ما عنده تجارب
المشكلة انه يتمنى ان يصبح انسان صالح حسيني ..
نحن نرى انفسنا جيدين لكن بمجرد ان ينتهي محرم وصفر نرى شيئا اخر
كيف نعالج الحالة كيف ناخذ من شعائر الحسين او من المواسم الدينيه عموما من القران من من من؟ّ!!!!
اذن ماذا يحتاج الانسان ؟؟ يحتاج فكر اذا بقى عاطفة فقط ستصبح عنده هذه الحاله,أي الاحباط ووو...
فالعاطفة تلتهب بسرعة مثل نار السعف لكن سرعان ما تنتهي
ولا تحقق الشئ الذي يريده
اذن الانسان ممن يتكون؟؟؟
من عقل ومشاعر وسلوك وهذا الذي يفرقه عن الحيوان يمكن ان يختار الصحيح من الخطا وعلى هذا الاساس يتحمل المسؤوليه

فاذا لم نغني عقولنا بالفكر ولم نغن مشاعرنا بحب آل محمد مراح نكدر نضبط سلوكه
يعني كيف استطيع ان اتصرف بشكل صحيح وابني شخصيتي
كل شاب طموحه يصير قوي
بعضهم يروح لبناء الاجسام يصيرعنده عضلات وهيك
وبعض الناس يجمع معلومات يروح انترنت و اجهزة و يجمع برامج
بناءة انه راح يصير قوي لان عنده معلومات اكثر
لكن فد يوم العضلات تصير ضد الانسان
المعلومات ضد الانسان
وبعضهم يروح يسوي علاقات عامه لكن بعض الاحيان يصير عصابات ووو
يتصور يصير قوي والاخرين يخضعون اله بلا معنى

تصير تصير قوي تعال الى كربلا
تعال اقعد بالمجالس
تعلم من اباالفضل العباس كيف تكون قويا فتنتصر
هنا االقوة
توكف كدام العباس ع
اشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل
يعني اول ما بدت القضية شبيها بيها تسليم
شلون يصير عنده تسليم اذا ما عندهايمانلان الاسلام هوة التسليم
اذا لم نغني عقولنا بالفكر الصحيح السليم الي ناخذه من المنابع الصافيه
مو كلمة الفكر كلمة عامة منكدر نبين بيها
يعني لازم يغرف كل شاب من اين بدة
يعني اني بس ارجع الى ابو وام وعشيرة
لا اكو بداية سابقه
فاذا عرف انه الله هو الي خلقه راح يعرف بدايتة
واذا عرف الى اين ينتهي يقول اني وين رايح وين رايحين احنا

(من تعلم في شبابه كان بمنزله الرسم في الحجر ومن تعلم وهو كبير كان بمنزلة الكتاب على وجه الماء)

تفوقنا بالدراسة دخلنا للجامعه حصلنا احسن ما نطمح اله
تزوج الشاب حصل احسن وظيفه صار عنده بيت صار عنده اولاد واموال
لازم يعرف وين رايح ؟؟ الى اين ينتهي يعرف ان الى ربك الرجعى
وين النهاية المعاد
يعني باختصار شديد يؤمن بالله وباليوم الاخر
ثم يعرف ما هي الحجه بينه وبين الله

عرف منين يبدي ووين ينتهي زين شلون حفظ نفسي واكون انسان صالح
واحصل على السعادة الابديه
كون اعرف الحجه بيني وبين الله
هو الرسل والانبياء
يعني رسول الله ص
منو بعده مني اخذ االحق ؟؟
الامام امير المؤمنين ع ((علي مع الحق والحق مع علي ))
ثم الحسن والحسين وهكذا الى اخر الائمة الامام الحجه ع
في زمان الغيبة كيف نعرف من هوة الحق من الباطل
فعنه ع قال (واما الحوادث الواقعة فارجوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله )
المن نرجع نرجع للعلماء الي ياخذون احاديث اهل البيت وفكر اهل البيت ينطونه الحجه الشرعيه
يعني ارتبطت بالمرجعيه
..اذا ما اسستت رؤيتك بالشمل الصحيح والسليم مراح تقدر تصير قوي ايها الشاب
زين هذي الرؤية تكفيني؟!
لا مراح تكفي ,,انت راح تبني انسان يمكن ان يغير وجه التاريخ
اكو شباب جان الهم بصماتهم بحيث يغير الامة الاسلامية جمعاء...
لازم ترتبط مشاعرك بمن يستحقها
شوفوا بعض الاحيان الانسان يرتبط بصديق ثم يعرف انه ليس اهل للصداقه
بعد ما يعرف راح يشعر باحباط شديد لعبانه نفسه
ماله خلك يحجي وي اي احد لان خله مشاعرة حيث لا ينبغي ان يضعها
الي يخلي مشاعرة مع اهل البيت ع راح يشعر ان ايمانه يصب بمشااعرة ومشاعرة تغذي ايمانه شصار
صار واحد يكمل الاخر
زين يحتاج شنو حتى  يصير قوي؟؟ يحتاج نموذج يحتاج احد يقتدي بي
اذا ما عنده شعور باهل البيت وما ملتفت الى عظمة اهل البيت واصحابهم
والشخصيات العظيمة المرتبطة بهم بالتدريج منو يصير القدوة اله
شخصيه فنيه ..ممثلين..رياضيين
ومع الاسف بعض الاشخاص يخلون صور
هسه بعض الشخصيات الفنيه او الرياضيه قد تكون محترمة بس مراح يكون صالح لان يكون الي قدوة
من يمثلي قدوة ؟؟
شعائر اهل البيت
تقدملي الفكر تقدملي المشاعر الي تجعلني ارتبط بمشاعري مع هذه الشخصيات العظيمة تقدملي المنهج الي لازم اتبعه
نحن حينما نستحضر ابا الفضل العباس في مثل هذه الايام
نستحضر الايمان وهوة يتجسد وليس فقط يتكلم ويكتب ويرفعشعار
نحن دائما نقول وان شاءالله يجعلنا الله من الصادقين
نقول ((لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين))
العباس عندما قطعوا يده قال والله ان قطعتم يميني اي احامي ابدا عن ديني
يعني جسدهه من قطعوا ايده قال هالكلام مو كالهه وهوة كاعد في مكان مريح
نعم هذا هم جيد الانسان يعبر عن استعداده للدفاع عن الحسين
العباس جسد ها بالفعل ..العباس كتله من الايمان اذن انا اشوف الايمان يتجسد يخليني انجذب اله
لهذا للعباس محبة في قلوب الناس جذب مو طبيعي
من نفكر اكو واحد الامام علي طلع يريد يهاجم حصن من حصون اليهود
بعدما بعث اصحابة وكلهم يرجعون ويجبنون اصحابهم
راح الامام علي وفتح حصن خيبر وانتهت المعركة
العباس معركته شنو جانت يريد يفتح حصن لو يريد يجيب ماي للاطفال
راح يجيب الماي الماي الانساني الي مو من حق احد يمنعه
فمعركة ابالفضل العباس كانت معركة ماء لاجل ان يجيب الماء للاطفال
الامام الحسين ما جان يقبل يروح يقاتل جان يقله انت حامل لوائي